الأحد، أغسطس 10، 2008

المجاراة المستقبلية Future Pace

إن سطوة الخيال وأثره على الجسد نجده جليا في الجانب السلبي حين يظن ويتخيل أحدنا، وهما، أنه مريض. هنا سوف يصدق الجسد أثر هذا الخيال. وهذا ما جاء في الأثر النبوي، مع خلاف في مصداقيته كحديث شريف، :) لا تمارضوا، فتمرضوا، فتموتوا). ونتذكر هنا كذلك فرضية : (العلاقة بين العقل والجسم)، والتي تعني أن الجسد يتأثر بما في العقل، حقيقة كان أو خيالاً، دون فرق في قوتهما وأثرهما على الجسد.
وفي هذه التقنية "العصبية"، عليك أن تعيش خيالا، وأنت في الحاضر، تجربة مستقبلية تخيلية، وأنت تحمل معلومة جديدة. وهذه التقنية قد تم بسطها في السلسلة السابقة باسم (الترسيخ New Behavior Generator) حيث يتم "تخيل" أحداث مستقبلية يتم فيها "تطبيق" المعلومة الجديدة، كأنه تدريب عملي، ولكنه فقط في الخيال، دون تحرك عملي.
ومن خلال التدريب العملي للمعلومة في الجانب الأيسر في الدماغ يتم تثبيت Download المعلومة الجديدة في العقل. وبنفس التأثير يمكن تثبيت المعلومة الجديدة عبر الخيال استثمارا للجانب الأيمن في الدماغ. وهذا يعني إمكانية القيام بنفس درجة التثبيت عبر الخيال، كما تم تثبيتها عبر التدريب.
ولذلك سوف نقوم بتطبيق هذه التقنية مع كل نموذج أو تقنية جديدة، بل يمكنك أن تستثمر نفس التقنية مع أي معلومة أو مهارة جديدة تتعلمها في حياتك، كأنه نوع من التثبيت للمعلومة في النظام العصبي، من خلال التدريب والتكرار، وإعادة التمرين بالخيال كذلك، حتى تثبت المعلومة في النظام العصبي.
لذلك نقوم هنا "بمعايشة" المعلومة الواقعية في تجربة مستقبلية، رغم أننا الحاضر، كأنه نوع من الاستعداد والتمرين لما "سوف" يكون عليه شكل المستقبل، بدلا من أن تذهب إلى المستقبل وأنت "لست" مدربا على المعلومة الجديدة، فتفاجأ بظرف لم تتعود عليه.
لذلك نعيش المستقبل، خيالا، ونحن نحمل هذه المعلومة الجديدة، ونطبقها فعليا في ذهننا، خيالا، مرارا وتكرارا، كأننا نحمل مصدرا وموهبة جديدة معنا إلى المستقبل. وأثناء هذا التمرين، يُفضل أن يكون معك شخص آخر يعاين تغيرات جسدك (قبل، وأثناء، وبعد التمرين) : هل هناك تغير في الجسد بعد أن حملت هذه المعلومة الجديدة في موقف مستقبلي؟
ويكون مفيدا أكثر إذا تم تكرار التمرين وتخيله في ثلاثة أو أربعة ظروف وأحداث متنوعة متباينة. وهكذا يتم تثبيت المعلومة في الدماغ. وكل ذلك هو نوع من التحقق من مصداقية حدوث التغير ومن مصداقية أن التقنية التي قمنا بتطبيقها قد نجحت. كذلك فإن هذا الأسلوب الخيالي فيه إعداد وتهيئة عقلية بالخيال لما سوف يكون عليه حال المستقبل، بدلا من أن نفاجأ بما لا نتوقع ونعطي العقل مذاق العالم الحقيقي. وبالطبع يشترط أن يكون التخيل للمستقبل واقعيا (صوتا & صورة & إحساسا) كأنه حقيقة رأي العين، ومصداق ذلك المعايرة.
وإذا لاحظت أثناء المعايرة أن جسد المتدرب لم تطرأ عليه أي تغير، فذلك يعني أن المعلومة الجديدة لم تتثبت في الدماغ. لذلك كرر تقنية التثبيت للمعلومة، ثم كرر المجاراة المستقبلية، وهكذا حتى تُثبت المعايرة للجسد أن المعلومة قد ثبتت حقيقة.
ولكي تتمكن من هذه التقنية، من الأفضل العودة إلى السلسلة السابقة (لتقنيات مساعد ممارس) في تقنية (الترسيخ).
وكن على ثقة أن :
ما تكرر، تقرر.
وما عشعش، شعشع.

ليست هناك تعليقات: