الأحد، أغسطس 10، 2008

المواقع التسعة لإزالة المعتقد المعوق

إن من أقوى أهداف البرمجة اللغوية العصبية أن يتحرر الفرد من قيود الألف والعادة ومنها ذكريات الماضي، حيث يصبح الفرد أسيرا لكل ذلك، فيفقد بتلك القيود كرامته التي منحه الله. ومن أجل تحرير الإنسان فهناك العديد من التقنيات التي تعني بإزالة المعتقدات المعوقة، بحيث يتخيل الفرد أنه أحد، أو جميع، المعوقات التالية :
(1) لا أمل، وهي أن يكون فاقداً الأمل في تحقيق أمر ما، كأن يكون متميزا في مجال مليء بالتحديات، فلا يرى له فرصة في أن يحقق الهدف.
(2) لا قدرة، ورغم وجود أمل في تحقيق الهدف لوفرة الظروف، ولكن صاحب المقولة لا يرى أنه يملك المؤهلات والقدرات على تحقيق الهدف.
(3) لا جدارة، وهي أسوأ الجميع بحيث إن صاحب هذا المعتقد يؤمن بأنه غير جدير بالفوز وتحقيق الهدف رغم أن هناك أملاً ورغم أنه يملك القدرات والمؤهلات على تحقيق الهدف.
وقد تم تقديم تقنية المواقع الثلاثة في المستوى السابق، ويمكن العودة إليها لمراجعتها. وهذه التقنية هنا تعتمد على قدرات كل من :
1. المخزون الرباني في مستودع (الأسماء كلها)، تلك المنحة المجانية الربانية من الكريم القدير، حيث يستطيع الفرد منا، مهما كان معزولا عن العالم أجمع، أن يتعرف على ماهية الأشياء التي يحتاجها في حياته الإنسانية.
2. المخزون البشري في مستودع (اللاشعور) الذي يحوي سجل ملايين المعلومات، منذ لحظة نفخ الروح في الرحم، وحتى هذه اللحظة التي تقرأ فيه هذه الأسطر. ولأننا، حين نتعرض لأي معلومة - حتى وإن كان ذلك عرضا - فإن اللاشعور يسجل عن هذا الحدث كل المعلومات التي صادفناها في ذلك الحدث. وكما قيل سابقا، أن اللاشعور يسجل ملايين المعلومات في الوقت الواحد، فأين تذهب جميع هذه المعلومات؟ بالطبع كلها مُسَّجلة في مستودع اللاشعور.
وتذكر كذلك ما قيل سابقا أن المشاعر والأفكار لها دليلها على الجسد. لذلك فإن اللاشعور يتعرف على أفكار ومشاعر الآخر من خلال تسجيله لأوضاع وتعبيرات الجسد. ونتذكر أن (الرمز يُعبِّر ويُشكِّل).
لذلك فحين نتخيل شخصا ما قابلناه في زمان ما، فإن اللاشعور يستطيع أن يتذكر مالا نتذكره، ويعرف مالا نعرفه، بعقلنا الواعي. لذلك اترك لعقلك اللاوعي الفرصة للتواصل، وسوف تجد منه العجب العجاب.
بل إن جانباً كبيراً في هذه التقنية يعتمد على وجهات النظر المتباينة في الشخص نفسه عن المعلومة الواحدة. ذلك يعني أن الفرد منا قد يحمل تصورا إيجابيا - لفترة معينة - عن معلومة تتعلق بذاته. ولكنه يحمل تصورا سلبيا عن نفس المعلومة في وقت آخر. الإشكال في الأمر هو أن التصور الصحيح قد يتلاشى. والمعضلة هنا أن هذا التصور القديم قد يكون هو الإيجابي والصحيح، ولكنه يتلاشى ويُنسى مع ضغط المستجدات المعاصرة للتصور الجديد. بل تجد أن نفس الشخص لو تخيل نفسه مستقبلا وفكر في نفس المعلومة، فإنه سوف يخرج بتصور ثالث متناقض مع تصوراته المعاصرة والقديمة. لذلك تسعى هذه التقنية إلى نوع من التجريد والموضوعية والنظرة الشمولية للتعامل مع الحدث.
ويمكن تطبيق تقنية المواقع الثلاثة لإزالة المعتقد المعوق من خلال الخطوات التالية:
1. حدد المعتقد المعوق.
2. حدد المواقع الثلاثة: (الذات, الصديق وهو من تثق فيه, المراقب الذي لا ترد له طلبا).
3. اجلس في موقع الذات، وتخيل المعتقد المُعوِّق، وتعرف عليه بكل جوانبه السلبية والإيجابية.
4. انتقل إلى موقع الصديق، وتقمص شخصيته، وذلك يعني أن تتذكر معالمه الشخصية والأحداث التي قام بها، وماذا تتذكر عنه بكل قوة وفاعليه. اطرح عليه المعتقد، وتعرف على وجهة نظره في الموضوع. ما هي وجهة نظره في مقولتك؟ حاول أن تأخذ منه العناصر التالية:
1- مناقشة حقيقة الرسالة بلغة (ميتا) لتصل إلى حقيقة التحدي بكل دقة.
2- التشكيك في ذلك المعتقد بتجارب من الماضي لدحض الصورة السلبية.
3- الدعْم لرسالة مضادة مستخدما لغة (ميلتون)،
5. ارجع إلى موقع الذات، وراجع وجهة نظر الصديق، ما قولك فيها؟ هل تؤيدها؟ هل تعارضها؟ إذا كنت تعارضها، اذكر وجهة نظرك! وارجع إلى موقع الصديق، وأسترجع ملاحظاته على وجهة نظرك في مقولاته عن معتقدك المعوق الذي عرضته عليه، وهكذا انتقل بين الموقعين حتى تصل إلى القول الفصل والنهائي بين موقع الذات وموقع الصديق.
6. انتقل إلى موقع المراقب، وتقمص شخصيته من خلال تذكر معالمه، وما رأيت عنه ومنه من أحداث لا تنساها. اطرح عليه المعتقد، وتعرف على وجهة نظره في الموضوع. ما هي وجهة نظره في مقولتك؟ حاول أن تأخذ منه العناصر التالية:
المواقع 1- ناقش حقيقة الرسالة بلغة (ميتا) لتصل إلى حقيقة التحدي بكل دقة.
2- التشكيك في ذلك المعتقد بتجارب من الماضي لدحض الصورة السلبية.
3- الدعْم لرسالة مضادة مستخدما لغة (ميلتون)،
7. ارجع إلى موقع الذات، وراجع وجهة نظر المراقب، ما قولك فيها؟ هل تؤيدها؟ هل تعارضها؟ إذا كنت تعارضها، اذكر وجهة نظرك! وارجع إلى موقع المراقب، واسترجع ملاحظاته على وجهة نظرك في مقولاته عن معتقدك المعوق الذي عرضته عليه، وهكذا انتقل بين الموقعين حتى تصل إلى القول الفصل والنهائي بين موقع الذات وموقع المراقب.
وفي هذا المستوى في التطوير الذاتي عبر تقنيات (ممارس معتمد) تناولنا العديد من تقنيات إزالة المعتقد المعوق، وسوف نتناول المزيد من هذه التقنية مستقبلا في مستويات متقدمة، إنشاء الله تعالى. وهنا سوف نأخذ تقنية تقوم على تجربة المواقع الثلاثة متقاطعة مع تقنية خط الزمن، حيث يتم زيادة عنصر الزمن من ماضٍ وحاضرٍ ومستقبلٍ على التمرين ليتم التعرف على وجهة نظر المواقع الثلاثة في الأزمنة الثلاثة. وتهدف هذه المقارنة إلى تشجيع الذات عبر الرؤية الشمولية المنطلقة من تسعة مواقع.
ويفضل أن يكون الصديق في كل الأزمنة الثلاثة ليس صديقا واحدا، وكذلك المراقب، وذلك بهدف تنويع الرسائل للحصول على أشمل وأكبر صورة ممكنة. والتمرين يتم كالتالي:
1. حدد تسعة مربعات متلاصقة، على حجم قدميك وقوفا، متلاصقة.
2. حدد أفقيا المواقع الثلاثة : الآخر، الذات، المراقب.
3. حدد رأسيا الأزمنة الثلاثة : الماضي، الحاضر، المستقبل.
4. قف على موقع الذات، في الزمن الحاضر، وتعرف على ما تعاني منه من معتقد معوق.
5. اذهب إلى أي موقع من المواقع الثمانية، وليكن مثلا موقع (الآخر) في الزمن (الماضي)، وتقمص شخصية ذلك الموقع، انظر إلى موقع (الذات) في الزمن (الحاضر)، ما هو رأي الآخر في معتقد (الذات) في الزمن (الحاضر)؟
1- ناقش رسالة (الآخر) بنموذج (ميتا) لتصل إلى حقيقة التحدي.
2- شكَّكْ، من وجهة نظر (الآخر) في ذلك المعتقد بتجارب من الماضي.
3- دعِّم رسالة مضادة بلغة (ميلتون).
6. ارجع إلى موقع (الذات) وراجع ملاحظات وجهة نظر موقع (الآخر) في الماضي.
7. ارجع إلى الموقع الذي كنت فيه سابقا والذي افترضنا أنه (الآخر) في الماضي، وناقش مراجعات موقع (الذات)، وهكذا تنقل بين الموقعين حتى تصل إلى قناعة بين مرئيات (الآخر) في الزمن (الماضي) وبين منظور (الذات) في الزمن (الحاضر).
8. انتقل إلى موقع جديد، وكرر الخطوات (7،6،5)، معه، ومع بقية المواقع.
9. حدد المواقع الأكثر تأثيرا واشكره بشدة، وتخيل أسلوبا عمليا للشكر.

ليست هناك تعليقات: