الثلاثاء، أغسطس 12، 2008

(8) تغيير التاريخ الشخصي من خلال موقع المراقب

وبعد أن تم تطبيق التنقيات السابقة لإزالة المشاعر والمعتقدات السلبية، فإنه من الممكن أن يتم تعميق هذا التغيير بطريقة أكثر تأثيرا. لذلك في هذه التقنية سوف نعود إلى تاريخ الفرد ونبحث معه عن موارد تثبت عكس رؤيته الخاطئة إلى نفسه. ولكن بطريقة مختلفة.
وتنفع هذه التقنية في حالة كون المشاعر والعتقدات السلبية أكثر تعقيدا وأكثر احتواء للمشاعر السلبية. وهذه المشاعر السلبية العنيفة تقف حجر عثرة في طريق تحقيقنا بل، وبدء تحركنا لتحقيق رؤيتنا ورسالتنا. لذلك قد لا تفيد مع العقبة الكؤد التقنيتان السابقة الذكر. لذلك هنا سوف نلجأ إلى موقع "المراقب" لنكون أكثر "بُعدا" عن المشاعر السلبية التي "تكتنف" التجربة أو الحدث والماضي. ذلك يعني انفصالا أكثر عن مشاعر الحدث من خلال رؤية أكثر بُعدا.
ويفضل قبل البدء في تطبيق التقنية مراجعة تقنية خط الزمن، المواقع الثلاثة، الارساء الذاتي، الاتصال والانفصال. ويتم تطبيق هذه التقنية من خلال الخطوات التالية :
(1) أرسم خط الزمن وحدد المواقع الثلاثة، وبالذات الحاضر،
(2) حدد المشاعر التي تريد علاجها،
(3) حدد مراقبا تجده مناسبا لعلاج هذه المشكلة،
(4) حدد الحدث الذي يؤرقك زمانا ومكانا، وتأكد من أن هذا الحدث التي حددته هو السبب في المشاعر التي تحملها الأن وتريد أن تتخلص منها، قد يكون حدثا أخر، تذكر الحدث وتأكد من المشاعر المصاحبة،
(5) حدد مكانه على خط الزمن،
(6) وأنت على خط الزمن ارجع إلى ذلك الحدث، تذكر ذلك الموقف صوتا وصورة، ولكن بدون مشاعر،
(7) أخرج من الحالة، وأخرج من خط الزمن،
(8) وأنت خارج خط الزمن، تقمص شخصية المراقب من خلال تقليد تصرفاته وأفكاره،
(9) من موقع المراقب أنظر إلى موقع الحدث ولنفسك في الحدث، كأنك في حالة انفصال، بل وأكثر، من موقع المراقب،
(10) نظرا لعمق المشاعر السلبية في هذه التقنية، فقد تجد صعوبة في تذكر تفاصيل الحدث حتى وأنت في موقع المراقب، لذلك تخيل بينك - كمراقب - وبين الحدث الذي تراجعه شاشة زجاجية لا يمكن اختراقها، مثل الزجاج المضاد للرصاص،
(11) وأنت تنظر إلى الزمن أمامك، أبحث - من موقف المراقب - عن موارد ايجابية في حياتك سواء قبل الحدث السلبي أو بعده، مع أو مع غيرك، مهما يكن، ابحث عن كل ما يثبت "عكس" المشاعر السلبية التي في الحدث، سواء فيما يخصك أو ما يخص غيرك المشاركون في الحدث، ففي ماضي كل فرد ما يحتاجه من موارد،
(12) وبدون أن تدخل عبر خط الزمن من الحاضر إلى الماضي، فقط من خارج الزمن، أدخل في موقع كل حدث ايجابي وأرسه ذاتيا - كمراقب يقوم بإرساء ذاتك، وهكذا مع جميع الأحداث الإيجابية التي تراها من خارج الزمن ومن خلال موقع المراقب، ولكل حدث إرساء، ولا بأس أن تجعل مراجعاتك لمواقفك الشخصية بمفصل عن مواقف الآخرين الإيجابية التي تتذكرها كذلك من موقع المراقب،
(13) تأكد من تأثير الإرساءات وقوتها من موقفك كمراقب يقيس تأثير الارساء على شخصك، إن لم تكن فعالة، راجع الأحداث مرة أخرى وحسن النُميطات وأرسها في التوقيت المناسب،
(14) وأنت في موقع المراقب، أدخل إلى خط الزمن وأرجع إلى موقع الحدث، تراجع بعده قليلا، تذكر نفسك بدون المشكلة، كيف كانت مشاعرك؟ استجمع مع تحسين النُميطات حالتك النفسية قبيل المشكلة، وأجعل لذلك مِرساة،
(15) وأنت في هذا الموقف، استجمع إرساءات مواقفك الإيجابية،
(16) وأنت في هذا الموقف، استجمع إرساءات مواقف الآخرين الإيجابية،
(17) وأنت تحمل كل تلك المشاعر والإرساءات، (الأن، تحول من موقع المراقب، إلى موقع الشخصي، واتصل)، وهنا، وأنت تحمل كل تلك المشاعر والإرساءات وفي حالة اتصال، انطلق إلى موقع المشكلة في خط الزمن، وتجاوزها إلى زمن الحاضر، وقف عليه وأنت تعيش هذه النفسية والشخصية الجديدة،
(18) انطلق بهذه الشخصية الجديدة إلى المستقبل المشرق.
لقد كان الهدف هنا في هذه التقنية هو تغيير الحالة النفسية ومشاعرها عن الذات وعن الآخرين الذين شاركوا في الحدث الذي يحمل المشاعر السلبية.

- وهنا سوف ترى مشاريعك المستقبلية التي وضعت أنت موقعها بنفسك على خط الزمن في المستقبل. كرر معي:
لقد اقتربت من هدفي. نعم، فقط أصبحت شخصا جديدا، لأنني قد حصلت على موارد جديدة، وأصبحت أرى العالم بمنظور جديد. هذا المنظور الجديد هو الذي سوف يغير حياتي. نعم، فلن يغير الله ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم. والله المستعان، إذ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ليست هناك تعليقات: