الأحد، أغسطس 10، 2008

(20) الإحلال Swish

إن المسمى الغربي هنا ليس دقيقا, فهو مجرد مسمى للصوت الذي يتم إصداره أثناء تطبيق التقنية. هذا الصوت ليس حكرا ولا جبرا, وتستطيع أن تصدر أي صوت أو كلمة تناسب موضوع التقنية. وتعين هذه التقنية على التغيير السريع للأمور السلوكية.

يتم في هذه التقنية محاولة تغيير تصرف معين أو المساعدة على تحقيق تصرف معين. هذا السلوك قد يكون مجرد نشاط طبيعي يسعى الفرد إلى تغييره, لأنه لا يعجب صاحبه. وقد يكون سلوكا سلبيا يحاول الفرد التخلص منه. لذلك يتم استبدال هذا السلوك السلبي بسلوك آخر ايجابي, أو على الأقل غير سلبي. لذلك سميت هذه التقنية, عربيا, بالإحلال. كذلك تفيد هذه التقنية في التخلص من مشهد سلبي علق بالذهن, واستبداله بمشهد إيجابي. لذلك فهذه التقنية تعين على إنتاج ردة فعل جديدة.

المهم هنا أن يكون التصرف بسيطا وليس جوهريا في شخصية الفرد. إن الأمور الجوهرية تحتاج إلى تقنيات أعمق في التصور والأعصاب. أما هنا فهي مجرد تقنية سريعة للأمور السلوكية الطفيفة. الأمر المهم كذلك هنا, أن هذه التقنية مفيدة في القضايا الصورية, وبالذات مع الأفراد ذوي النمط الصوري. ولكن من الممكن أن تفيد بقية الأنماط.

وكذلك تفيد هذه التقنية في عملية الدعم والتعضيد لأي معلومة جديدة تم الحصول عليها. وهنا نقوم بعد ذلك التحصيل بعملية التعضيد. ويتم ذلك من خلال إحلال المعلومة الجديدة بدلا من المعلومة القديمة. وفي هذه الحالة تقوم التقنية بتثبيت, وليس إدخال المعلومة الجديدة Up-Grade.

وتعتمد هذه التقنية على برمجة العقل ليتصرف بطريقة جديدة, بناء على ما تم وضعه في البرنامج العصبي العقلي, من صورة, أو سمع, أو إحساس. وتشبه هذه التقنية ما نقوم به في تقنية الرابط, حيث نربط بين مشاعر وتصرف. هنا نقوم بربط سلوك معين بصورة, أو سمع, أو إحساس, سواء سلبي أو إيجابي.
وهناك قاعدتان تعتمد عليهما هذه التقنية:
.1 سلسلة من التصرفات تؤدي إلى نتيجة محددة, ذلك يعني وجود سلسلة من الحالة المعاصرة Curent State توصل إلى الحالة المطلوبة.Desired State وهذه فكرة جوهرية في علم البرمجة أن الحالة التي نصل إليها تتم من خلال تسلسل من الأنماط والنميطات, فنحن لا نصل إلى حالة معينة فجأة وبدون مقدمات. بل هنا أثر تراكمي وتسلسل منطقي. وكل ذلك هو ضمن قدرتنا ومسؤليتنا وعقلنا الواعي.

.2 دافع مُغري يمكن جعله صورة ذهنية مستقبلية في حالة انفصال عن المستفيد, ممزوجة مع نميطات إيجابية. مثال ذلك إذا أردت أن تقوم بتخفيف وزنك. هنا تقوم برسم صورة لنفسك سواء صورة سلبية جدا لما يمكن أن يكون عليه الحال لو تطور الأمر أكثر مما هو عليه الآن, أو إيجابية لما كنت عليه قبل أن يزداد وزنك, مع تحسين نميطاتها, بالطريقة المطلوبة في الحصيلة, وتضع هذه الصورة في (ارتباط) معين مع الطعام. فإذا رأيت الطعام, أتت إلى ذهنك مباشرة الصورة التي وضعتها لنفسك.

ويتم ذلك من خلال عدة خطوات:
(1) حدد السلوك الذي تسعى للتخلص منه أو تطويره مثل قضم الأظافر, شراهة الأكل للشكولاتة, التدخين, أو حركة لا إرادية مثل اللعب بالشارب, أو حك الأنف عند الحديث عن الذات. أو تريد أن تغير تصرفاً معيناً تقوم به تجاه شخص محدد. وهنا يفضل أن يتم تطبيق نموذج بوسي POSE للحصيلة, ليتم بيان الإيجابيات المحتملة من وراء السلوك السلبي, ومن أجل تحديد جوانب السلوك التي قد تخفى على صاحبها من أول وهلة. لذلك فإن نموذج بوسي يساعد الفرد على تحديد ماذا يريد بدقة وماذا يجني من إيجابيات خفية من السلوك السلبي,

(2) حدد بالضبط أول صورة تخطر في ذهنك قبل أن تبدأ في هذا السلوك, وليس أثناء الشروع فيه, المطلوب هنا أن تبحث عن الشرارة الأولى التي "تتعاقب" بعدها السلسلة, وتأكد من أنها الأولى, راجع نفسك وتأكد من ذلك. هل ترى صورة, هل تسمع صوتا, هل تشعر بشيء? إذا لم تعثر على إجابة, يمكنك أن تختار أي تصرف يؤكد القيام بالعمل وحدوثه فعلا.

(3) اجعل نفسك في حالة اتصال مع هذه الصورة, والمقصود هنا أن تشعر بإحساس ومشاعر تلك الصورة السلبية, كأنه إرساء صوري, حتى يؤلمك الواقع, لأن الاتصال يُثري والانفصال يُغري.

(4) غيِّر الموضوع, وذلك يعني أن تدخل في موضوع آخر لتنسى موضوع السلوك السلبي, ولكن طبعا لقد ارتبطت تلك الصورة بتلك المشاعر التي كنت في حالة اتصال بها, وهذا نوع من الإرساء الصوري قمت به بين الصورة والمعلومات المرتبطة بها, والتي قد أصبحت شرارة, وبداية, وعنوان السلوك الذي تسعى للتخلص منه,

(5) اختر سلوكا جديدا, تجعله عوضا عن السلوك القديم الذي تسعى للتخلص منه. ولا بأس هنا من أن تقوم بتطبيق آحد نماذج الحصيلة, وذلك لاستثارة قدراتك ومصادرك في مخزون عقلك اللا واعي.

(6) حدد بالضبط أول صورة تخطر في ذهنك قبل أن تبدأ في هذا السلوك الجديد الذي اخترته بنفسك, وليس أثناء الشروع فيه, المطلوب هنا أن تبحث عن الشرارة الأولى, وتأكد من أنها الأولى, راجع نفسك وتأكد من ذلك,

(7) تخيل هذه الصورة الأولى الجديدة - مطورة من خلال تحسين نميطاتها قدر الإمكان لتكون لك محفزة - ويجب أن يكون هذا التخيل في حالة انفصال, ذلك أن الانفصال يصنع في النفس الشوق والتحفز, في حين أن الاتصال يثير المشاعر وقد يصنع خللا في التفكير, وهنا تذكر دوما : "اتصل" بالحالة الراهنة, لتحفز نفسك, "وانفصل" عن الحالة المطلوبة لتتمنى حصولها.

(8) اخرج من الموضوع, وذلك يعني أن تدخل في موضوع آخر لتنسى موضوع السلوك, ولكن طبعا لقد ارتبطت تلك الصورة بتلك المشاعر التي كنت في حالة اتصال بها, وهذا نوع من الإرساء قمت به بين الصورة والمشاعر المرتبطة بها, والتي قد أصبحت شرارة, ومقدمة, وعنوان السلوك الذي تسعى لاقتباسه,

(9) تخيل أمامك شاشة تلفاز, بالحجم الذي تختاره, وتخيل فيها الصورة السلبية الأولى للسلوك السلبي - ثابتة وليست متحركة, وكأنك في حالة (اتصال), في صورة معتمة مظلمة,

(10) في ركن الشاشة, وبحجم صغير لا يتجاوز العُشر, تخيل الصورة الأولى للسلوك البديل الإيجابي في حالة (انفصال),

(11) وبسرعة مرددا صوت (سويش), أو أي صوت تختاره - وليكن مثلا في حالة الصحة (صحتي غالية) - ليكون شعارا لعملية الاستبدال والإحلال, اجعل صورة السلوك البديل يكبر حجمها وتزداد إضاءتها لتغطي الشاشة وتغطي صورة السلوك السلبي,

(12) اجعل الشاشة بيضاء, واخرج من الموضوع,

(13) كرر الخطوات رقم (,9 10 ,11, 12) عدة مرات, حتى يثبت الترابط في النظام العصبي,

(14) تذكر الصورة الأولى, وهي الشرارة الأولى للسلوك السلبي, ماذا تشعر, هل تشعر برغبة في تنفيذ السلوك السلبي? إذا كان الأمر كذلك, فإن التقنية لم تنفع. لذلك عليك أن تقوم بتكرارها, متأكدا من متابعة الخطوات بدقة,

فعندما تتذكر الصورة الأولى للسلوك السلبي, سوف "تتبادر" في ذهنك مباشرة الصورة الأولى للسلوك الجديد, ذلك أن هذه التقنية قامت بإحلال ودفع سلوك جديد مكان سلوك قديم, من خلال الدخول في التركيبة العصبية ومزاحمة الصورة الأولى للسلوك السلبي بطريقة تصنع سلوكا إيجابيا, مستثمرا قوة مشاعر السلوك السلبي, ولكن الذي حصل هنا أن الذاكرة تم برمجتها, حيث أدخلنا صورة جديدة ملتصقة بالصورة القديمة السلبية, وهذه الصورة الجديدة سوف تصبح الشرارة الأولى التي سوف "تسحب" بقية متطلبات السلوك الإيجابي الجديد. وفي حالة عدم تحقيق نتيجة, يمكن تغير النميط, كالتالي:

(15) في حالة عدم تأثير نميطات الحجم والإضاءة, يمكن تجربة المسافة لإيجاد التأثير. فبدلا من القيام بتغيير الحجم والإضاءة في الخطوتين رقم (10,9), يمكن القيام بالإحلال من خلال المسافة. ذلك يعني أن تجعل السلوك السلبي (متصلا) يتحول من قريب جدا إلى بعيد جدا, حتى يصبح ضئيلا جدا ويختفي. والعكس بالنسبة للسلوك المطلوب, حيث تجعله (منفصلا) في ركن الشاشة ثم تقوم بعملية التقريب وتجعله قريباً جدا. اجعل المستفيد يكرر ذلك سريعا, ولعدة مرات.

وكذلك في حالة عدم تأثير المسافة, يمكن تجربة أي نميط يؤثر في المستفيد. ولذلك فقد يكون من المفيد هنا أن تقوم بالمقارنة بين نميطات التجربة الإيجابية ونميطات التجربة السلبية. وهنا بعد ذلك تختار النميط الحرج وتستثمره في التغيير والاحلال.

ليست هناك تعليقات: