"يعاني" خريجي أقسام الإعلام, مثل غيرهم في الكثير من الأقسام الأدبية, من معضلة التوظيف في المكان المناسب. وهذا الأمر من العجب رغم "وفرة" المؤسسات الإعلامية المحلية. ولا بأس من ذلك إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا يوم نعرف ما نريد مستقبلا بعيدا. المهم هنا أن خريج الإعلام يملك من "المؤهلات" ما يمكن توظيفها في العديد من المجالات, ومنها (إدارة مسجد). نعم, الإعلام في المسجد!
وهذه وظيفة جديدة جدير (بمثلث برموذا) للتوظيف الذي يحتوي كل من وزارة التخطيط, والمالية, والديوان العام أن يجلسوا معا للتفكير في إيجاد مسميات وظيفية جديدة تتناسب مع تحديات واحتياجات العصر, ومنها (إدارة مسجد), إلى جانب توظيف الإمام والمؤذن. ورغم المسمى "الإداري", إلا أن الوظيفية تأخذ الإطار "الاتصالي" وتوصيف مهام تخصص "الإعلام", لكل من العلاقات العامة, والصحافة, بل والإذاعة والتلفزيون. نعم, كل ذلك يمكن توظيفه في المسجد ليصبح بحق وحقيقة (مركز إعلامي واتصالي (Media Center على مستوى الحي ضمن مخطط وطني, كما كان دوما في تاريخ المسجد, ولكنه انحراف جزئي تراكمي عبر أزمات تاريخية مرت بها الأمة الإسلامية.
هذا التصور قد يكون من ضرب الخيال والوهم, ولكنها "رؤى" مستقبلية, "ودمج" بين الأصالة والحداثة, وبين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث. بل هذه الرؤية هي محاولة عملية "لاجتثاث" أصول الإرهاب الذي لا يعرف أفراده "اتصالا", بل مجرد "فرض" لرأي واحد, وبالقوة. والإشارة إلى الإرهاب لا تعني, فقط, الفئة الضالة التي رفعت علينا السلاح, بل أن وصف الإرهاب ينطبق على "العديد" من تصرفات المجتمع العربي, مثل العلاقة بين الزوج والزوجة, والأب وأولاده, بل وبين الموظف ورئيسه إدارة إرهابية بيروقراطية مركزية لا تعترف إلا بوجهة نظر واحد, بل وفي مذهبية ضيقة تضيق سعة مسار شارع الفتوى المتعدد المسارات, بل وحتى قيادة المركبة, مما يفسر كثرة حوادث السيارات, خاصة في التقاطعات! وما أدراك إلى ما "يرمز" ذلك إليه من فقدان مهارة الحوار والتعامل مع من يأتي من اتجاه آخر؟
وهنا يجيء أهمية توظيف خريجي الإعلام في المساجد "لينشروا" مهارات الاتصال في المجتمع المسلم عبر المسجد, كأهم "قناة" اتصال تقليدية ومركز يلتقي فيه أهل الحي قاطبة يوميا, وأسبوعيا, وموسميا. وهنا تأتي إمكانية إقامة دورات الاتصال بين أروقة المسجد ليتعلم المسلم فن الإصغاء, والحوار, والرفض, وكيف يقول لا ليرفض الرأي دون أن يرفض الشخص, كيف لا نجعل الخلاف يفسد الود. وكل ذلك في ديننا, ولكن أين هو؟ لماذا صعد على السطح فن "الحرب", ولم يصعد فن "الحب". هل تفرض البيئة نفسها على الهوية, ردا لفعل, أم أن الأصل أن الهوية هي التي تصنع البيئة؟
وقبل أن يتم طرح الجواب, فلنحدد السؤال : هل "يتوازى" حجم الزمان مع حجم المكان للمسجد؟ بالطبع لا, رغم أنه كان "متوازيا" عبر التاريخ. أما الآن فقد أصبح زمن المسجد "مقتصرا" على سويعات لا تتناسب مع حجم المسجد مكانا, ولا مع تكلفة بنائه. وهكذا (جعلنا من القُبة حبة). وفي هذه السويعات القليلة يتم صياغة بعض الرسائل التي لا تُصنع على أعيننا, بل في الخفاء وفي الأقبية التي لا تعرف النور. وفي هذا الخفاء, ماذا تتخيل يتم صياغته من ردود أفعال لأفراد لا تفقه مهارات الاتصال؟ كأغلب ما نتصف به عربا, تاريخنا "غزو" بين قبائل لا تتكامل بل تتقاتل, ولا تعرف تصور (المنتصر والمنتصر), بل فقط تصور (المنتصر والمنهزم).
إذا يكون المحور والهدف "الرئيس" لتوظيف خريج الإعلام في المسجد هو "بث" مهارات الاتصال في المجتمع, كأدب "مفقود" وعملة نادرة في سوق العلاقات العربية, تحت أعيننا صياغة وصناعة للجماهير وحماية "لأجيال" المستقبل. ويمكن بث هذه الرسالة في المسجد عبر التخصصات الإعلامية الثلاثة, كالتالي :
(1) الصحافة من خلال المنشورات, والملصقات, والصحافة الحائطية في المسجد, بل والالكترونية كموقع لمسجد الحي الجامع في الشبكة الالكترونية.
(2) الإذاعة والتلفزيون المحلي, مثل الدائرة المغلقة الإذاعية والتلفزيونية على مستوى الحي الواحد, وأشرطة الفيديو التعليمية. بل يمكن توظيف الحاسب الآلي لبرامج المسجد التعليمية. ما الذي يمنع أن تكون محاضرات المسجد, بل وخطبة الجمعة على البرنامج الحاسوبي لتقديم وعرض الشرائح (البور بوينت Power Point) بحيث يتم عرض فقرات الخطبة عبر الشرائح على شاشات ضخمة في المسجد؟ هل يمكن أن يكون هناك نشاط مسرحي إنشادي في المسجد, أسوة برقص الأحباش في مسجد المصطفي صلى الله عليه وسلم, ومعاينة السيدة عائشة, زوجة اشرف خلق الله, عليه الصلاة وأزكى التسليم, والمبعوث رحمة للعالمين.
(3) العلاقات العامة التي تجمع قاعدة بيانات للمتخصصين في الحي ليمكن بعد ذلك توظيفهم تطوعيا في نشاط الحي, مثل المحاضرات, ودروس التقوية, والعلاج والاستشارات التخصصية. وكل ذلك بين أروقة المسجد. هل يشترط لنشاط المسجد أن يكون ضمن فقه العبادات, أم أن الإسلام أعم وأشمل ليحتوي في جوانب المسجد محاضرة التوعية الصحية؟ هل المحاضرة الاقتصادية والنفسية, بل والتوعية الجنسية في المسجد بدعة؟ هل كل ذلك حلم؟ لا بأس (فكر كبير, وتصرف صغير) Think Big, Act Small
وبذلك يتم توظيف التخصصات الإعلامية لبث رسالة "الاتصال" عبر المسجد, والتي منها فن الحوار وأدب الخلاف, في أوسع نطاق على مستوى الحي الواحد. وهكذا نجعل المسجد "نورا", بدل من أن يجعله غيرنا "نارا". وبذلك "نضئ" ظلمة الخلافات الشخصية, والأسرية, والاجتماعية, والاقتصادية, بل والسياسية. ليس من المطلوب أن "نعالج" جميع التحديات ونحقق جميع الطلبات والرغبات والأماني, بل المطلوب أن نتعلم كيف "نتواصل" لنتحاور و"نتعايش" مع هذه التحديات بروح متسامحة.
وبالطبع لا يمكن توظيف خريج الإعلام في المسجد إلا بعد أن يأخذ هذا الخريج دبلوم عال في الجوانب الشرعية. وهنا يمكن الإشارة إلى الدبلوم العلي التي يخطط له قسم الإعلام بجامعة أم القرى باسم الإعلام الدعوي, أسوة بدبلوم الإعلام الأمني, والتربوي, والاقتصادي, والرياضي.
ومن هنا تأتي أهمية الإشارة إلى تطوير متطلبات التخرج في أقسام الإعلام "لتواكب" وتوجه تحديات العصر, والتي منها معضلة الإرهاب عبر مهارات الاتصال, أدبا مفقودا وعملة نادرة, مما يفسر كثرة السلبيات الفردية, والاجتماعية, بل والسياسية. الإرهاب هو التحدي, ومهارات الاتصال عبر تخصصات الإعلام هي الحل.
والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل
وهذه وظيفة جديدة جدير (بمثلث برموذا) للتوظيف الذي يحتوي كل من وزارة التخطيط, والمالية, والديوان العام أن يجلسوا معا للتفكير في إيجاد مسميات وظيفية جديدة تتناسب مع تحديات واحتياجات العصر, ومنها (إدارة مسجد), إلى جانب توظيف الإمام والمؤذن. ورغم المسمى "الإداري", إلا أن الوظيفية تأخذ الإطار "الاتصالي" وتوصيف مهام تخصص "الإعلام", لكل من العلاقات العامة, والصحافة, بل والإذاعة والتلفزيون. نعم, كل ذلك يمكن توظيفه في المسجد ليصبح بحق وحقيقة (مركز إعلامي واتصالي (Media Center على مستوى الحي ضمن مخطط وطني, كما كان دوما في تاريخ المسجد, ولكنه انحراف جزئي تراكمي عبر أزمات تاريخية مرت بها الأمة الإسلامية.
هذا التصور قد يكون من ضرب الخيال والوهم, ولكنها "رؤى" مستقبلية, "ودمج" بين الأصالة والحداثة, وبين الإعلام التقليدي والإعلام الحديث. بل هذه الرؤية هي محاولة عملية "لاجتثاث" أصول الإرهاب الذي لا يعرف أفراده "اتصالا", بل مجرد "فرض" لرأي واحد, وبالقوة. والإشارة إلى الإرهاب لا تعني, فقط, الفئة الضالة التي رفعت علينا السلاح, بل أن وصف الإرهاب ينطبق على "العديد" من تصرفات المجتمع العربي, مثل العلاقة بين الزوج والزوجة, والأب وأولاده, بل وبين الموظف ورئيسه إدارة إرهابية بيروقراطية مركزية لا تعترف إلا بوجهة نظر واحد, بل وفي مذهبية ضيقة تضيق سعة مسار شارع الفتوى المتعدد المسارات, بل وحتى قيادة المركبة, مما يفسر كثرة حوادث السيارات, خاصة في التقاطعات! وما أدراك إلى ما "يرمز" ذلك إليه من فقدان مهارة الحوار والتعامل مع من يأتي من اتجاه آخر؟
وهنا يجيء أهمية توظيف خريجي الإعلام في المساجد "لينشروا" مهارات الاتصال في المجتمع المسلم عبر المسجد, كأهم "قناة" اتصال تقليدية ومركز يلتقي فيه أهل الحي قاطبة يوميا, وأسبوعيا, وموسميا. وهنا تأتي إمكانية إقامة دورات الاتصال بين أروقة المسجد ليتعلم المسلم فن الإصغاء, والحوار, والرفض, وكيف يقول لا ليرفض الرأي دون أن يرفض الشخص, كيف لا نجعل الخلاف يفسد الود. وكل ذلك في ديننا, ولكن أين هو؟ لماذا صعد على السطح فن "الحرب", ولم يصعد فن "الحب". هل تفرض البيئة نفسها على الهوية, ردا لفعل, أم أن الأصل أن الهوية هي التي تصنع البيئة؟
وقبل أن يتم طرح الجواب, فلنحدد السؤال : هل "يتوازى" حجم الزمان مع حجم المكان للمسجد؟ بالطبع لا, رغم أنه كان "متوازيا" عبر التاريخ. أما الآن فقد أصبح زمن المسجد "مقتصرا" على سويعات لا تتناسب مع حجم المسجد مكانا, ولا مع تكلفة بنائه. وهكذا (جعلنا من القُبة حبة). وفي هذه السويعات القليلة يتم صياغة بعض الرسائل التي لا تُصنع على أعيننا, بل في الخفاء وفي الأقبية التي لا تعرف النور. وفي هذا الخفاء, ماذا تتخيل يتم صياغته من ردود أفعال لأفراد لا تفقه مهارات الاتصال؟ كأغلب ما نتصف به عربا, تاريخنا "غزو" بين قبائل لا تتكامل بل تتقاتل, ولا تعرف تصور (المنتصر والمنتصر), بل فقط تصور (المنتصر والمنهزم).
إذا يكون المحور والهدف "الرئيس" لتوظيف خريج الإعلام في المسجد هو "بث" مهارات الاتصال في المجتمع, كأدب "مفقود" وعملة نادرة في سوق العلاقات العربية, تحت أعيننا صياغة وصناعة للجماهير وحماية "لأجيال" المستقبل. ويمكن بث هذه الرسالة في المسجد عبر التخصصات الإعلامية الثلاثة, كالتالي :
(1) الصحافة من خلال المنشورات, والملصقات, والصحافة الحائطية في المسجد, بل والالكترونية كموقع لمسجد الحي الجامع في الشبكة الالكترونية.
(2) الإذاعة والتلفزيون المحلي, مثل الدائرة المغلقة الإذاعية والتلفزيونية على مستوى الحي الواحد, وأشرطة الفيديو التعليمية. بل يمكن توظيف الحاسب الآلي لبرامج المسجد التعليمية. ما الذي يمنع أن تكون محاضرات المسجد, بل وخطبة الجمعة على البرنامج الحاسوبي لتقديم وعرض الشرائح (البور بوينت Power Point) بحيث يتم عرض فقرات الخطبة عبر الشرائح على شاشات ضخمة في المسجد؟ هل يمكن أن يكون هناك نشاط مسرحي إنشادي في المسجد, أسوة برقص الأحباش في مسجد المصطفي صلى الله عليه وسلم, ومعاينة السيدة عائشة, زوجة اشرف خلق الله, عليه الصلاة وأزكى التسليم, والمبعوث رحمة للعالمين.
(3) العلاقات العامة التي تجمع قاعدة بيانات للمتخصصين في الحي ليمكن بعد ذلك توظيفهم تطوعيا في نشاط الحي, مثل المحاضرات, ودروس التقوية, والعلاج والاستشارات التخصصية. وكل ذلك بين أروقة المسجد. هل يشترط لنشاط المسجد أن يكون ضمن فقه العبادات, أم أن الإسلام أعم وأشمل ليحتوي في جوانب المسجد محاضرة التوعية الصحية؟ هل المحاضرة الاقتصادية والنفسية, بل والتوعية الجنسية في المسجد بدعة؟ هل كل ذلك حلم؟ لا بأس (فكر كبير, وتصرف صغير) Think Big, Act Small
وبذلك يتم توظيف التخصصات الإعلامية لبث رسالة "الاتصال" عبر المسجد, والتي منها فن الحوار وأدب الخلاف, في أوسع نطاق على مستوى الحي الواحد. وهكذا نجعل المسجد "نورا", بدل من أن يجعله غيرنا "نارا". وبذلك "نضئ" ظلمة الخلافات الشخصية, والأسرية, والاجتماعية, والاقتصادية, بل والسياسية. ليس من المطلوب أن "نعالج" جميع التحديات ونحقق جميع الطلبات والرغبات والأماني, بل المطلوب أن نتعلم كيف "نتواصل" لنتحاور و"نتعايش" مع هذه التحديات بروح متسامحة.
وبالطبع لا يمكن توظيف خريج الإعلام في المسجد إلا بعد أن يأخذ هذا الخريج دبلوم عال في الجوانب الشرعية. وهنا يمكن الإشارة إلى الدبلوم العلي التي يخطط له قسم الإعلام بجامعة أم القرى باسم الإعلام الدعوي, أسوة بدبلوم الإعلام الأمني, والتربوي, والاقتصادي, والرياضي.
ومن هنا تأتي أهمية الإشارة إلى تطوير متطلبات التخرج في أقسام الإعلام "لتواكب" وتوجه تحديات العصر, والتي منها معضلة الإرهاب عبر مهارات الاتصال, أدبا مفقودا وعملة نادرة, مما يفسر كثرة السلبيات الفردية, والاجتماعية, بل والسياسية. الإرهاب هو التحدي, ومهارات الاتصال عبر تخصصات الإعلام هي الحل.
والله من وراء القصد والهادي إلى سواء السبيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق