لماذا ينجح العربي في العلم الغربي, ولكنه في نفس الوقت لا ينجح في عالمه العربي؟
تساؤلات قد يكون سببها النقاط التالية:
إن العديد من الجوانب الإيجابية في العالم العربي هي سلاح ذو حدين, إذ تتحول العديد من الإيجابيات إلى سلبيات, إذا لم يتم تقنينها وضبطها دينيا. مثال ذلك الروابط والعلاقات الاجتماعية في العالم العربي هي جانب إيجابي, ولكنها في غالب الأحيان تطغى على صاحبها على حساب واجباته العملية والوظيفية. لذلك تجد الفرد منا يطيل السهر في لقاء عائلي على حساب وقت عمله, ولكن تجد, رغم ذلك, أن رب العمل يسامح الموظف المتأخر, بل ويبارك له حرصه الاجتماعي. لذلك فإن هذه الإيجابية أنتجت سلبية. ولقد كان من المفروض أن يتم ضبط هذه الإيجابية في حدود الشرع حتى لا تطغى الحياة الاجتماعية على الحياة العملية والإنتاجية.
ولكن تجد عكس ذلك في العالم الغربي, حيث الحياة الفردية والانعزال عن المجتمع في عزلة قاتلة. هذه السلبية جعلت الفرد ينكب على الإنتاجية الفردية لينسى ما حوله. لذلك فإن هذه السلبية أنتجت إيجابية.
من أجل ذلك تجد العربي إذا أنفصل عن مجتمعه العربي, الذي تتحكم في العادات الاجتماعية الخانقة, فإنه يتفوق عمليا ويتكثف إنتاجه. بل لذلك تجد العديد يصبح غنيا جدا إذا ترك مجتمعه وعاش مغتربا بعيد عن الالتزامات الاجتماعية التي لا يستطيع أن يقاومها.
وقس على ذلك الجانب العلمي, حيث يعيش العربي في الغرب حياة علم وانتاج يغلب عليها الطابع الإنتاجي, مع قليل الوقت للجوانب الاجتماعية. وعكس ذلك في عالمنا العربي الذي يغلب عليه الطابع الاجتماعي على الجانب العلمي والانتاجية الفردية.
ومن أجل ذلك ينجح الطالب المغترب في دراسته أكثر مما لو درس في مجتمعه الخاص.
السبب الآخر لتفوق العربي في العالم الغربي أن العالم الغربي يعيش على الروح التنافسية وعدم السماح بالشركة الأوحد. ذلك يعني أن البقاء في الغرب للأصلح. لذلك يسعى العربي إذا عاش في الغرب أن يثبت نفسه من خلال إنتاجيته وقدرته الفردية, واثبات أنه جدير بالتنافس, والبقاء في سوق العمل التنافسية القاتلة بقوته الفردية وما يستطيع أن يقدم لمن حوله, وليس من خلال علاقاته الاجتماعية.
ذلك التنافس أنتج الروح التكاملية. ذلك يعني وجود الروح التكاملية بين الأفراد والمؤسسات. ذلك هو ما يسمى بالاتصال المؤسسي. وهذا ما نفتقده في العالم العربي, إذ يسعى كل فرد وكل مؤسسة – في العالم العربي - أن تبقى وحدها على السطح وبكون لها الاستقلالية الكاملة عن كل ما سواها. ولكن – في الغرب - من خلال التكامل المؤسسي تسعى المؤسسات الغربية إلى تجميع القوى من حولها تعاونا وشراكة للبقاء في أقوي حالة تنافسية.
وهناك يجد العربي - في الغرب - فرصة أكبر لإظهار مواهبه وقدراته في عالم يبحث عن الأفضل والأقوى ويتحسس عن مواطن القوة في كل العناصر من حوله.
كذلك فإن الغرب رغم عنصريته السياسية, إلا أنه يؤمن بالوحدة الإنسانية في الإنتاجية والعمل. لذلك قد لا يجد العربي فرصة للنجاح في العالم العربي الذي قد تسيطر على بعض أجزائه الروح العنصرية, ولكن نفس الوقت يجد هذا العربي الصدور الغربية تنفتح له مرحبة به, لأنه قد أثبت منفعته لمن حوله.
وقبل كل ذلك, فنحن في العلم العربي لا زلنا نعيش مرحلة فوضى إدارية وصراع سياسي لا يسمحان بالصفاء الذهني والتفوق العلمي. وهناك في الغرب يجد المواطن الوقت الكافي ليقرأ ويفكر, بعد أن توفرت له جميع قيمه الإنسانية. وهناك في الغرب تستطيع أن تنهي إجراءات السفر والرخصة والهاتف والمراجعات الحكومية في دقائق, وبكل احترام لشخصك وكيانك الفردي. ويتم كل ذلك في وسائل اتصالات ومواصلات مريحة تكفل لك الشعور بأنك إنسان.
أما في العالم العربي فإننا لا زلنا نحتاج إلى الساعات العديدة في مواصلات متعبة لقضاء مهام تافهة. وبعد ذلك نعود إلى بيوتنا, أو نذهب إلى وظائفنا ونحن مرهقون نفسيا وعقليا. فكيف يتاح لعقل مرهق بالهموم أن يبدع؟ وكيف لعقل مشغول بالتوافه والصغير من الأمور أن يفكر فيما هو أكبر؟
تساؤلات قد يكون سببها النقاط التالية:
إن العديد من الجوانب الإيجابية في العالم العربي هي سلاح ذو حدين, إذ تتحول العديد من الإيجابيات إلى سلبيات, إذا لم يتم تقنينها وضبطها دينيا. مثال ذلك الروابط والعلاقات الاجتماعية في العالم العربي هي جانب إيجابي, ولكنها في غالب الأحيان تطغى على صاحبها على حساب واجباته العملية والوظيفية. لذلك تجد الفرد منا يطيل السهر في لقاء عائلي على حساب وقت عمله, ولكن تجد, رغم ذلك, أن رب العمل يسامح الموظف المتأخر, بل ويبارك له حرصه الاجتماعي. لذلك فإن هذه الإيجابية أنتجت سلبية. ولقد كان من المفروض أن يتم ضبط هذه الإيجابية في حدود الشرع حتى لا تطغى الحياة الاجتماعية على الحياة العملية والإنتاجية.
ولكن تجد عكس ذلك في العالم الغربي, حيث الحياة الفردية والانعزال عن المجتمع في عزلة قاتلة. هذه السلبية جعلت الفرد ينكب على الإنتاجية الفردية لينسى ما حوله. لذلك فإن هذه السلبية أنتجت إيجابية.
من أجل ذلك تجد العربي إذا أنفصل عن مجتمعه العربي, الذي تتحكم في العادات الاجتماعية الخانقة, فإنه يتفوق عمليا ويتكثف إنتاجه. بل لذلك تجد العديد يصبح غنيا جدا إذا ترك مجتمعه وعاش مغتربا بعيد عن الالتزامات الاجتماعية التي لا يستطيع أن يقاومها.
وقس على ذلك الجانب العلمي, حيث يعيش العربي في الغرب حياة علم وانتاج يغلب عليها الطابع الإنتاجي, مع قليل الوقت للجوانب الاجتماعية. وعكس ذلك في عالمنا العربي الذي يغلب عليه الطابع الاجتماعي على الجانب العلمي والانتاجية الفردية.
ومن أجل ذلك ينجح الطالب المغترب في دراسته أكثر مما لو درس في مجتمعه الخاص.
السبب الآخر لتفوق العربي في العالم الغربي أن العالم الغربي يعيش على الروح التنافسية وعدم السماح بالشركة الأوحد. ذلك يعني أن البقاء في الغرب للأصلح. لذلك يسعى العربي إذا عاش في الغرب أن يثبت نفسه من خلال إنتاجيته وقدرته الفردية, واثبات أنه جدير بالتنافس, والبقاء في سوق العمل التنافسية القاتلة بقوته الفردية وما يستطيع أن يقدم لمن حوله, وليس من خلال علاقاته الاجتماعية.
ذلك التنافس أنتج الروح التكاملية. ذلك يعني وجود الروح التكاملية بين الأفراد والمؤسسات. ذلك هو ما يسمى بالاتصال المؤسسي. وهذا ما نفتقده في العالم العربي, إذ يسعى كل فرد وكل مؤسسة – في العالم العربي - أن تبقى وحدها على السطح وبكون لها الاستقلالية الكاملة عن كل ما سواها. ولكن – في الغرب - من خلال التكامل المؤسسي تسعى المؤسسات الغربية إلى تجميع القوى من حولها تعاونا وشراكة للبقاء في أقوي حالة تنافسية.
وهناك يجد العربي - في الغرب - فرصة أكبر لإظهار مواهبه وقدراته في عالم يبحث عن الأفضل والأقوى ويتحسس عن مواطن القوة في كل العناصر من حوله.
كذلك فإن الغرب رغم عنصريته السياسية, إلا أنه يؤمن بالوحدة الإنسانية في الإنتاجية والعمل. لذلك قد لا يجد العربي فرصة للنجاح في العالم العربي الذي قد تسيطر على بعض أجزائه الروح العنصرية, ولكن نفس الوقت يجد هذا العربي الصدور الغربية تنفتح له مرحبة به, لأنه قد أثبت منفعته لمن حوله.
وقبل كل ذلك, فنحن في العلم العربي لا زلنا نعيش مرحلة فوضى إدارية وصراع سياسي لا يسمحان بالصفاء الذهني والتفوق العلمي. وهناك في الغرب يجد المواطن الوقت الكافي ليقرأ ويفكر, بعد أن توفرت له جميع قيمه الإنسانية. وهناك في الغرب تستطيع أن تنهي إجراءات السفر والرخصة والهاتف والمراجعات الحكومية في دقائق, وبكل احترام لشخصك وكيانك الفردي. ويتم كل ذلك في وسائل اتصالات ومواصلات مريحة تكفل لك الشعور بأنك إنسان.
أما في العالم العربي فإننا لا زلنا نحتاج إلى الساعات العديدة في مواصلات متعبة لقضاء مهام تافهة. وبعد ذلك نعود إلى بيوتنا, أو نذهب إلى وظائفنا ونحن مرهقون نفسيا وعقليا. فكيف يتاح لعقل مرهق بالهموم أن يبدع؟ وكيف لعقل مشغول بالتوافه والصغير من الأمور أن يفكر فيما هو أكبر؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق