الأحد، يوليو 06، 2008

لنشهد منافع لنا في الحج - متى؟

سبحان "الحكيم" في قوله تحديدا دقيقا "لهوية" الحج ومقصده "الرئيس" بأن نشهد "منافع" لنا، أولا. ثم "نذكره"، سبحانه (ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معدودات. هذه هي "مقاصد" الحج "ترتيبا" ربانيا بأن نحرص في الحج على "تحصيل" المنافع، و"تحصيل" الذكر. ومن خلال ملاحظة دقيقة على ساحة الحج أن المنفعة "الحق" لا تتحقق بالحجم الذي "نحتاج"، والذي "نقدر" عليه.
الذي يتحقق من المنفعة - الآن - هو فقط عمليات البيع والشراء "الفردي"، وتقديم "خدمات" الفرد الحاج. هل "هذا" هو الذي نحاج ونقدر عليه؟ (الأمر أكبر، والخطر أجل والحاجة اشمل).
لذلك فالسؤال الذي يتم توجيهه إلى كافة الجهات الحكومية والأهلية على كافة الأصعدة. هل قمنا بتحقيق المنفعة الحقيقية التي "نقدر" عليها و"نحتاج"؟ وسؤال دقيق يتم توجيهه في الحج: مادام الحج عرفة، هل "تعارفنا" في المكان الذي "تعارف" فيه آدم وحواء بعد تيه في الأرض لعدة سنوات؟ لماذا لا يكون شعارنا في الحج : (نحو تعارف شمولي)؟ هل نستطيع أن نجعل في موسم الحج ملتقيات، ومؤتمرات، ومنتديات على كافة التخصصات بدون حصر؟ وفي هذه التجمعات التخصصية – عبر الجامعات أو غيرها من الجهات الحكومية والأهلية - يلتقي كافة المتخصصون في موسم الحج - سواء قبل الحج أو بعده - حتى يدلو كلاً بدلوه فتتلاقح عقولهم، ونشهد "حقيقة" منافع لنا.
بل هل نستطيع أن نجعل في الحج ملتقى اقتصاديا، سواء إسلاميا أو عالميا؟ وفي هذا الملتقى تأتي كل دولة وكل مؤسسة بما لديها من منتج أو خدمة ويتم عرضها في (أم القرى) ليتم "التعارف" في عرفة بين كافة الخدمات. وبذلك تصبح (أم القرى) حقا "كذلك". لذلك، فلا بأس أن يكون هذا الملتقي خارج حدود مكة ليكون ملتقى عالميا نجتمع فيه بغير المسلم، ونفتح فيه جيوبنا لغير المسلم. و"فتح" الجيب يعني أن "نضع" فيه و"نستخرج" منه ما يحقق المنفعة لبني الإنسان. وهذه هي الخلافة لله في أرضه، عبادة لله، منفعة لخلقه.
ويتم "حصر" جميع هذه الخدمات بأن "تحرص" كل جهة حكومية وأهلية على تحقيق "التعارف" من خلال جهتها عبر لقاء سنوي، بحيث تقوم وزارة الاتصالات - مثلا - بمؤتمر سنوي "يعرفنا" بكافة المخترعات والخدمات والمستجدات في هذا التخصص. وبطريقة أفضل، يمكن "تنظيم" ذلك أكاديميا بحيث "تشرف" الجامعات السعودية – عبر تخصصات أقسامها - على عقد هذه التجمعات تحت سقف علمي أكاديمي يخدم "كافة" التخصصات بدون استثناء، فيتم بذلك خدمة "كافة" الجهات الحكومية والأهلية تحت مظلات أكاديمية تحرص على "متابعة" مستجدات أي تخصص لنعرف ما استجد من جديد، فالحج عرفة.

ليست هناك تعليقات: