إننا جميعنا, إلا من كان مُغرضا, نقر ونشهد أن ما يقوم أفراد القاعدة, من عمليات إرهابية, وقتل للنفس التي حرم الله, لا يمثل هذا الدين السمح, الذي أنزله الله اللطيف الودود رحمة للعالمين. ونحن نؤمن بكل ثقة أن تصرفهم الإرهابي هذا منبعه "سؤ الفهم" منهم لهذا الدين السمح. لذلك إذا "اتهمك" أحدهم بأنك سوف تكون إرهابيا, فقط لأنك من بنفس الدين الذي يؤمن به أفراد القاعدة, فإنك ترد عليه بكل بساطة : (سؤ فهمهم وتطبيقهم ليس حجة على الإسلام).
وتنطبق هذه الطريقة في التفكير على العديد من الأحداث التاريخية التي نعرف في تاريخنا الإسلامي سببها (سؤ الفهم وخطأ في التطبيق), رغم أنهم ينطلقون في كل تصرفاتهم من نصوص كتاب الله الحكيم العليم, وسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم البمعوث رحمة للعالمين.
وتجد في الجانب الآخر بعضا ممن "يتسمى" بهذا الدين, مثل الفرق الضالة التي "أدخلت" في هذا الدين ما ليس فيه, مثل بعض غلاة المتصوفة, الذين قالوا بوحدة الوجود وبحلول الخالق في المخلوق, ومثل بعض غلاة الشيعة التي قالت بخطأ جبريل في نزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, بدلا من سيدنا علي رضي الله عنه.
إن هذا الفكر "الدخيل", وذلك التطبيق "الخاطيء" لهذا الدين السمح الحنيف لا يضره شيئا. والسبب في عدم تأثر الإسلام بهذا الصنف الذي يطبق الدين تطبيقا خاطئا, والذي يحسب أنه يحسن صنعا, وبين ذلك النوع "الخبيث" الذي يدخل في الدين ما ليس فيه حربا وتخريبا له من الداخل, أن هذا الدين "مكتوب" في السطور و"محفوظ" في الصدور.
ونقيس على هذين الفعلين من (تطبيق خاطيء ودخيل خبيث) على كل مذهب, وتخصص, وفكر, ومن ذلك البرمجة اللغوية العصبية, التي أصابها من "سؤ" التطبيق ما أصابها من بعض المنتسبين لها, سواء في المملكة العربية السعودية, أو في غيرها من الدول. وهنا تجد أن هذا النوع رغم أنه يملك أصلا "صافيا" لفرضيات وتقنيات البرمجة اللغوية العصبية, إلا أنه "استعمل" كل ذلك بطريقة خاطئة, وهو يحسب أنه يحسن صنعا.
وهنا نجد في هذا النوع من يعطيك دورات البرمجة "مكثفة", وبطريقة مضغوطة, مغلوطة, في زمن قياسي, هدفه (الربح العاجل). وتصل أسعار دورات هذه المجموعة إلى أرقام مخيفة, تغري البعض بأن هذا السعر المرتفع يشير إلى جودة نوعية, خاصة إذا ارتبط بهذه الدورات مؤسسة ذات سمعة على مستوي الوطن.
وقد نتج عن هذا النوع, الذي يحسب أنه يحسن صنعا, ردة فعل من العديد من أبناء الوطن الذين عاشوا تجارب سلبية مع بعض المدربين. وقد وصل الحال ببعض الأفراد - الذين عالجهم من لا يملك ثقافة "أكاديمية" في علم النفس والعلاج النفسي - أن حالة المريض النفسي ازدادت سوءا, رغم تحذير جميع مدربي البرمجة, وعلى رأسهم شيخ الطريقة : (وايت سمول) :(نحن لسنا "معالجين" نفسيين). نحن, فقط, مٌفعِلين للقدرة الإنسانية في (التطوير الذاتي), نحن خبرا في (فنون الاتصال). ولكن لا بأس في العلاج, بشرط أن يكون - من حصل على مهارات البرمجة اللغوية العصبية - ذو خلفية "أكاديمية" في علم النفس والعلاج النفسي أن يستثمر فرضيات وتقنيات البرمجة اللغوية العصبية في العلاج النفسي.
ومثال ذلك كل من الدكتور محمد أبو رزيزة, والدكتور ميسرة طاهر, والدكتور محمد الصغير, وغيرهم "كثير" في الساحة السعودية للعلاج بفرضيات وتقنيات المبرمجة اللغوية العصبية, فكلهم "يستثمر" البرمجة في العلاج النفسي بفاعلية "تفوق" اقتصارهم على ثقافتهم الأكاديمية في علم النفس. هم يقولون بكل ثقة أن علم النفس يعطيهم – فقط - (ماذا) يحدث في الحالة "المعاصرة", والبرمجة تعطيهم, بمرحلية علمية, (كيف) نصل إلى الحالة "المنشودة".
وفي الجانب الأخر نجد "الدخيل" الخبيث من قبل العديد من مدربي البرمجة سواء في المملكة أو خارجها. وهنا تجد الاجتهاد الشخصي من هذا النوع حيث "يضيف" إلى البرمجة ما ليس منها أو فيها.
وهنا تجد وحدة الوجود, والوثنية, وتأليه الذات, وعبودية اللا شعور, وعلم الطاقة, والتنويم المغناطيسي, وغير ذلك "كثير" مما حذر منه من "يحذر" من البرمجة, (وهم بما يقولون على حق).
طبعا جميع النقاط التي جاء التحذير ممن يحارب البرمجة اللغوية العصبية (حق وحقيقة), ولكنها ليس من البرمجة اللغوية العصبية في شيء. كل ذلك "دخيل خبيث" أضافه مدربون متأثرون بخلفيتهم وثقافتهم الخاصة. هذه الإضافات الشخصية جهد فردي وتصرف شخصي تجده عند كل مدرب يضيف "بصمته الشخصية" على ما تدرب عليه.
لذلك تجد هنا الديانات الشرقية, وعباد الأوثان, وعلم الطاقة من أفراد تأثروا بديانات شرقية, رغم أنهم غربيون, ولكن "جمعوا" بين عناصر "ظنوها" خيرا وتطويرا للإنسان. هذه الإضافات الدخيلة أشبه ببهارات ونكهة شخصية يضيفها متعلم الطبيخ على الأكلة التي تعلمها من معلمه, الذي لم يعلمه تلك الإضافات.
ونحن في المملكة العربية السعودية درسنا البرمجة اللغوية العصبية من أصولها, وبدون إضافات أو نكهات شخصية. ولكن تحدث هنا في السعودية بعض الأخطاء الشخصية من أفراد أخطأوا في التطبيق, وبعضهم أضاف بعضا من الثقافات الشخصية, التي قد لا تصل أحيانا إلى الشركيات, ولكن تضل "اضافات" واجتهاد شخصي, لا علاقة له بالبرمجة اللغوية العصبية, مثل المشي على النار, وبعض ثقافات الطاقة.
ورغم كل ذلك فقد شهد العديد من متدربي هذا التخصص الجديد, وكثير ممن استفاد من هؤلاء المتدربين في تطوير الذات, وخاصة جانب مهارات الاتصال, العديد من الفوائد في حياتهم الشخصية, والصحية, والعلاقات الزوجية. لذلك فهذا التخصص الجديد أضاف إلى ثقافة الوطن مهارة جديدة من مهارات الاتصال نستطيع أن نوظفها ونحن على ثقة بما عندنا, كما استفدنا من ثقافة الغرب في تقنين الشورى والقضاء والتعليم, فالحكمة ضالة المؤمن هو أولى بها أنى وجدها.
وهل يعز علين – بطرا للحق وغمطا للناس - أن نستفيد من ثقافة الغرب في وقت "غابت" فيه شمسنا و"أشرقت" فيه شمسهم, فتلك الأيام نداولها بين الناس. والغرب اليوم نشهد له, بما كان عندنا, من قدرة على (التأصيل والتقنين).
الموجود في البرمجة اللغوية العصبية - بكل دقة - مجرد (مهارات في الاتصالCommunication skills ). لذلك فإذا تمت الموافقة على تفعيل خير هذا التخصص على المستوي الجامعي كمهارات في الاتصال, فإن اقسام الإعلام مع أقسام علم النفس, تحت مضلة الاتصال, هي الأولى باحتضان هذا التخصص الجديد للإشراف عليه أكاديميا.
تلك المهارات الاتصالية قام خبراء البرمجة اللغوية العصبية بجمعها من متفوقين في الشرق والغرب يملكون مهارات فذة اتصالية. وبعد ذلك قام هؤلاء الخبراء بعملية (تقيعيد & وتقنين) هذه المهارات في عناصر وعلى شكل "خطوات" محددة يسهل متابعتها وتناقلها زمانيا ومكانيا, بين الشعوب والأجيال, وتلك هي التقنيات. وبعد ذلك أوجدوا أفكار, أو قواعد, أو أسس تقوم عليها تلك التقنيات, وتلك هي الفرضيات.
وكل ذلك (التقعيد والتقنين) كان بهدف "توثيق" المعلومة و"تناقل" المهارة بين الأجيال, كما فعل سيدنا عثمان في "توثيقه" للمصحف الشريف في سطور, بدلا من الاكتفاء بجعل مهارة حفظ كتاب الله مقتصرة على صدور وعقول أصحابها. وكذلك ما فعل الفقهاء في الفقه والأصول في (وتقنين, وتقعيد, وتفصيل) واجبات, وفروض, سنن كل من الصلاة, والحج, والصيام. وكل تلك (القواعد والتقعيدات) لم تكن أصلا موجودة في زمن الصحابة. بل ذلك أيضا ما حدث في كل من التجويد واللغة العربية, من (تأصيل وتقعيد) لمهارات كان يجيدها العرب, ولكن توجب "تقعيدها" في قواعد وخطوات محددة ومقننة ومقعدة ومؤصلة, ليسهل "تناقلها" بين الأجيال والشعوب, زمانا ومكانا.
بل إن أجمل مثال على ذلك ما يحصل في مهارة الطبخ. لقد تعودت جداتنا وأمهاتنا أن يعلمونا الطبخ بطريقة غير مقعدة أو مقننة, بحيث تقول الأم لابنتها: خذي قليلا من الملح, وقليلا من السمن, وقليلا من العدس, ثم ضعيهم عليهم نار هادئة, ثم بالعافية. هل تستطيع أن تعرف كم مقدار كل قليل؟ فلكل منا مقدار يتخيله لذلك القليل, وكل أعلم بثلثه. هذه الخطوات لا يمكن تناقلها بين الشعوب إلا من خلال المشاهد الحية بين المرسل والمستقبل.
ولكن تجيء مدارس الطبخ المعصرة, في كتب (مقننة ومقعدة) تشرح في ”خطوات" ثابتة لا تقبل التأويل كيفية الطبخ لمأكولات شرقية وغربية. لذلك أتقن البعض, ومنهم الرجال, مأكولات تجاوزت حدود الزمان والمكان, بدلا من أن يقتصر أحدنا على مأكولات إقليمية محددة, هذا مثل من لا يقتصر على مهاراته الاتصالية التي اكتسبها من بيئته ومن تجاربه الشخصية, بل يتعلم مهارات الآخرين زمانا وكانا. وهذه هي البرمجة اللغوية العصبية, لا أقل ولا أكثر.
لذلك فإن المستوى الأخير من دورات البرمجة, (ممارس متقدم), قبل أن يصبح الفرد مدرٍبا, يحتوي على مهارة (النمذجة), والتي تعني "اقتباس" مهارة من فرد أو مؤسسة. ثم القيام "بتأصيل" هذه المهارة في "عناصر وخطوات" يمكن لأي جهة وطرف أخر أن يقتبسها. ومثل ذلك ما استفاد منه العديد من مدربي البرمجة من اقتباس قدرة بعض حفاظ كتاب الله لنقلها إلى من يعاني صعوبة في الحفظ. وقد تم ذلك بطريقة فعالة. ومثال على هذه النمذجة ما قام به الدكتور يحيى الغوثاني الحافظ لكتاب الله على القراءات العشر, حيث استطاع أن يقتبس وينقل مهارات الحفظ إلى المئات من تلاميذه الذين أتقنوا حفظ كتاب الله في زمن قياسي من خلال إسثثمار تقنيات البرمجة اللغوية العصبية.
هذا (التوثيق العلمي) هو بكل دقة ما تحويه دورات البرمجة اللغوية العصبية في أصولها الصافية, وفي الدورات التي تقدمها منظمة (انلبتا INLPTA ) بالذات, مع بعض الإضافات الإسلامية, بغرض التأصيل الشرعي, الذي يضع كل هذا التخصص في إطار تحقيق العبودية لله عز وجل, عمارة للأرض. وذلك فن ومهارة من مهارات الاتصال : الاتصال الرباني.
لذلك يجب التنويه بأنه ليس كل دخيل على هذا التخصص "مرفوض". لقد قام العديد من المدربين في المملكة العربية السعودية "بإدخال" العديد من الجوانب الشرعية التي "أرجعت" هذا التخصص الوافد إلى أصولنا وثوابتنا الشرعية, كأن بضاعتنا رٌدت إلينا, حتى أصبحت بعض دورات البرمجة في السعودية كأنها, خٌطب جمعة, ودروس دينية, وحلقات ذكر وتسبيح, لثبيت العقيدة, وتقوية العلاقة بالله عز وجل.
بل إن العديد من مدربي هذا التخصص استفاد منه في تأصيل مهارة محاربة الإرهاب على مختلف صنوفه - الذاتية, والشخصية, والجماهيرية, والمؤسسية - عقليا ونفسيا في المتدربين, حتى لا يكونون لقمة سائغة للمفسدين في الأرض. بل أن بعضهم أقترح أن ننتقي من فرضيات وتقنيات البرمجة ما نجعله في متطلبات تخرج الطالب الجامعي, تأهيلا له نفسيا وعقليا ليستعد لمواجهة تحديات المستقبل, ضمن مفردة مهارات الاتصال تحت أي ماد من مواد متطلبات التخرج الجامعي.
لذلك فإن الدعوة في هذا المقال موجهة إلى الوزارات والجهات ذات العلاقة بالثقافة والعلم أن "تقنن" هذه الدورات بطريقة علمية مؤصلة, بحيث (نضمن "الأصل" ونستبعد "الدخيل"), كما تم الإشراف "أكاديميا" على المدارس والجامعات الأهلية, وكما "يتوجب" الإشراف على الدورات التطويرية - المنتشرة في الساحة دون رقيب أو عتيد - من قبل الغرفة التجارية بالتعاون مع جهات أكاديمية, (حفاظا على مصداقية وموضوعية المعلومة). وتقوم مؤسسة (انلبتاINLPTA) الأمريكية بهذا الجهد في المملكة العربية السعودية بتنسيق بين المدربين الأوائل في المملكة العربية السعودية, كمحاولة "لتصفية" النبع من كل دخيل¸ ليبقى ماءا صافيا زلال, ويكون ذو "مصداقية" أكاديمية.
بذلك يتم "الإشراف" على المادة العلمية لمحتوى كل دورة من كل (دخيل خبيث وتطبيق خاطيء), مع التركيز على المدة الزمنية المفترضة في كل دورة, لإتمام التدريب العملي, وبأسعار معقولة مقبولة لشرائح المجتمع السعودي.
والله من وراء القصد, والهادي إلى سواء السبيل.
د. أسامة صالح حريري
رئس قسم الإعلام
مدرب معتمد
Ohariri5d@gmail.Com
وتنطبق هذه الطريقة في التفكير على العديد من الأحداث التاريخية التي نعرف في تاريخنا الإسلامي سببها (سؤ الفهم وخطأ في التطبيق), رغم أنهم ينطلقون في كل تصرفاتهم من نصوص كتاب الله الحكيم العليم, وسنة الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم البمعوث رحمة للعالمين.
وتجد في الجانب الآخر بعضا ممن "يتسمى" بهذا الدين, مثل الفرق الضالة التي "أدخلت" في هذا الدين ما ليس فيه, مثل بعض غلاة المتصوفة, الذين قالوا بوحدة الوجود وبحلول الخالق في المخلوق, ومثل بعض غلاة الشيعة التي قالت بخطأ جبريل في نزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, بدلا من سيدنا علي رضي الله عنه.
إن هذا الفكر "الدخيل", وذلك التطبيق "الخاطيء" لهذا الدين السمح الحنيف لا يضره شيئا. والسبب في عدم تأثر الإسلام بهذا الصنف الذي يطبق الدين تطبيقا خاطئا, والذي يحسب أنه يحسن صنعا, وبين ذلك النوع "الخبيث" الذي يدخل في الدين ما ليس فيه حربا وتخريبا له من الداخل, أن هذا الدين "مكتوب" في السطور و"محفوظ" في الصدور.
ونقيس على هذين الفعلين من (تطبيق خاطيء ودخيل خبيث) على كل مذهب, وتخصص, وفكر, ومن ذلك البرمجة اللغوية العصبية, التي أصابها من "سؤ" التطبيق ما أصابها من بعض المنتسبين لها, سواء في المملكة العربية السعودية, أو في غيرها من الدول. وهنا تجد أن هذا النوع رغم أنه يملك أصلا "صافيا" لفرضيات وتقنيات البرمجة اللغوية العصبية, إلا أنه "استعمل" كل ذلك بطريقة خاطئة, وهو يحسب أنه يحسن صنعا.
وهنا نجد في هذا النوع من يعطيك دورات البرمجة "مكثفة", وبطريقة مضغوطة, مغلوطة, في زمن قياسي, هدفه (الربح العاجل). وتصل أسعار دورات هذه المجموعة إلى أرقام مخيفة, تغري البعض بأن هذا السعر المرتفع يشير إلى جودة نوعية, خاصة إذا ارتبط بهذه الدورات مؤسسة ذات سمعة على مستوي الوطن.
وقد نتج عن هذا النوع, الذي يحسب أنه يحسن صنعا, ردة فعل من العديد من أبناء الوطن الذين عاشوا تجارب سلبية مع بعض المدربين. وقد وصل الحال ببعض الأفراد - الذين عالجهم من لا يملك ثقافة "أكاديمية" في علم النفس والعلاج النفسي - أن حالة المريض النفسي ازدادت سوءا, رغم تحذير جميع مدربي البرمجة, وعلى رأسهم شيخ الطريقة : (وايت سمول) :(نحن لسنا "معالجين" نفسيين). نحن, فقط, مٌفعِلين للقدرة الإنسانية في (التطوير الذاتي), نحن خبرا في (فنون الاتصال). ولكن لا بأس في العلاج, بشرط أن يكون - من حصل على مهارات البرمجة اللغوية العصبية - ذو خلفية "أكاديمية" في علم النفس والعلاج النفسي أن يستثمر فرضيات وتقنيات البرمجة اللغوية العصبية في العلاج النفسي.
ومثال ذلك كل من الدكتور محمد أبو رزيزة, والدكتور ميسرة طاهر, والدكتور محمد الصغير, وغيرهم "كثير" في الساحة السعودية للعلاج بفرضيات وتقنيات المبرمجة اللغوية العصبية, فكلهم "يستثمر" البرمجة في العلاج النفسي بفاعلية "تفوق" اقتصارهم على ثقافتهم الأكاديمية في علم النفس. هم يقولون بكل ثقة أن علم النفس يعطيهم – فقط - (ماذا) يحدث في الحالة "المعاصرة", والبرمجة تعطيهم, بمرحلية علمية, (كيف) نصل إلى الحالة "المنشودة".
وفي الجانب الأخر نجد "الدخيل" الخبيث من قبل العديد من مدربي البرمجة سواء في المملكة أو خارجها. وهنا تجد الاجتهاد الشخصي من هذا النوع حيث "يضيف" إلى البرمجة ما ليس منها أو فيها.
وهنا تجد وحدة الوجود, والوثنية, وتأليه الذات, وعبودية اللا شعور, وعلم الطاقة, والتنويم المغناطيسي, وغير ذلك "كثير" مما حذر منه من "يحذر" من البرمجة, (وهم بما يقولون على حق).
طبعا جميع النقاط التي جاء التحذير ممن يحارب البرمجة اللغوية العصبية (حق وحقيقة), ولكنها ليس من البرمجة اللغوية العصبية في شيء. كل ذلك "دخيل خبيث" أضافه مدربون متأثرون بخلفيتهم وثقافتهم الخاصة. هذه الإضافات الشخصية جهد فردي وتصرف شخصي تجده عند كل مدرب يضيف "بصمته الشخصية" على ما تدرب عليه.
لذلك تجد هنا الديانات الشرقية, وعباد الأوثان, وعلم الطاقة من أفراد تأثروا بديانات شرقية, رغم أنهم غربيون, ولكن "جمعوا" بين عناصر "ظنوها" خيرا وتطويرا للإنسان. هذه الإضافات الدخيلة أشبه ببهارات ونكهة شخصية يضيفها متعلم الطبيخ على الأكلة التي تعلمها من معلمه, الذي لم يعلمه تلك الإضافات.
ونحن في المملكة العربية السعودية درسنا البرمجة اللغوية العصبية من أصولها, وبدون إضافات أو نكهات شخصية. ولكن تحدث هنا في السعودية بعض الأخطاء الشخصية من أفراد أخطأوا في التطبيق, وبعضهم أضاف بعضا من الثقافات الشخصية, التي قد لا تصل أحيانا إلى الشركيات, ولكن تضل "اضافات" واجتهاد شخصي, لا علاقة له بالبرمجة اللغوية العصبية, مثل المشي على النار, وبعض ثقافات الطاقة.
ورغم كل ذلك فقد شهد العديد من متدربي هذا التخصص الجديد, وكثير ممن استفاد من هؤلاء المتدربين في تطوير الذات, وخاصة جانب مهارات الاتصال, العديد من الفوائد في حياتهم الشخصية, والصحية, والعلاقات الزوجية. لذلك فهذا التخصص الجديد أضاف إلى ثقافة الوطن مهارة جديدة من مهارات الاتصال نستطيع أن نوظفها ونحن على ثقة بما عندنا, كما استفدنا من ثقافة الغرب في تقنين الشورى والقضاء والتعليم, فالحكمة ضالة المؤمن هو أولى بها أنى وجدها.
وهل يعز علين – بطرا للحق وغمطا للناس - أن نستفيد من ثقافة الغرب في وقت "غابت" فيه شمسنا و"أشرقت" فيه شمسهم, فتلك الأيام نداولها بين الناس. والغرب اليوم نشهد له, بما كان عندنا, من قدرة على (التأصيل والتقنين).
الموجود في البرمجة اللغوية العصبية - بكل دقة - مجرد (مهارات في الاتصالCommunication skills ). لذلك فإذا تمت الموافقة على تفعيل خير هذا التخصص على المستوي الجامعي كمهارات في الاتصال, فإن اقسام الإعلام مع أقسام علم النفس, تحت مضلة الاتصال, هي الأولى باحتضان هذا التخصص الجديد للإشراف عليه أكاديميا.
تلك المهارات الاتصالية قام خبراء البرمجة اللغوية العصبية بجمعها من متفوقين في الشرق والغرب يملكون مهارات فذة اتصالية. وبعد ذلك قام هؤلاء الخبراء بعملية (تقيعيد & وتقنين) هذه المهارات في عناصر وعلى شكل "خطوات" محددة يسهل متابعتها وتناقلها زمانيا ومكانيا, بين الشعوب والأجيال, وتلك هي التقنيات. وبعد ذلك أوجدوا أفكار, أو قواعد, أو أسس تقوم عليها تلك التقنيات, وتلك هي الفرضيات.
وكل ذلك (التقعيد والتقنين) كان بهدف "توثيق" المعلومة و"تناقل" المهارة بين الأجيال, كما فعل سيدنا عثمان في "توثيقه" للمصحف الشريف في سطور, بدلا من الاكتفاء بجعل مهارة حفظ كتاب الله مقتصرة على صدور وعقول أصحابها. وكذلك ما فعل الفقهاء في الفقه والأصول في (وتقنين, وتقعيد, وتفصيل) واجبات, وفروض, سنن كل من الصلاة, والحج, والصيام. وكل تلك (القواعد والتقعيدات) لم تكن أصلا موجودة في زمن الصحابة. بل ذلك أيضا ما حدث في كل من التجويد واللغة العربية, من (تأصيل وتقعيد) لمهارات كان يجيدها العرب, ولكن توجب "تقعيدها" في قواعد وخطوات محددة ومقننة ومقعدة ومؤصلة, ليسهل "تناقلها" بين الأجيال والشعوب, زمانا ومكانا.
بل إن أجمل مثال على ذلك ما يحصل في مهارة الطبخ. لقد تعودت جداتنا وأمهاتنا أن يعلمونا الطبخ بطريقة غير مقعدة أو مقننة, بحيث تقول الأم لابنتها: خذي قليلا من الملح, وقليلا من السمن, وقليلا من العدس, ثم ضعيهم عليهم نار هادئة, ثم بالعافية. هل تستطيع أن تعرف كم مقدار كل قليل؟ فلكل منا مقدار يتخيله لذلك القليل, وكل أعلم بثلثه. هذه الخطوات لا يمكن تناقلها بين الشعوب إلا من خلال المشاهد الحية بين المرسل والمستقبل.
ولكن تجيء مدارس الطبخ المعصرة, في كتب (مقننة ومقعدة) تشرح في ”خطوات" ثابتة لا تقبل التأويل كيفية الطبخ لمأكولات شرقية وغربية. لذلك أتقن البعض, ومنهم الرجال, مأكولات تجاوزت حدود الزمان والمكان, بدلا من أن يقتصر أحدنا على مأكولات إقليمية محددة, هذا مثل من لا يقتصر على مهاراته الاتصالية التي اكتسبها من بيئته ومن تجاربه الشخصية, بل يتعلم مهارات الآخرين زمانا وكانا. وهذه هي البرمجة اللغوية العصبية, لا أقل ولا أكثر.
لذلك فإن المستوى الأخير من دورات البرمجة, (ممارس متقدم), قبل أن يصبح الفرد مدرٍبا, يحتوي على مهارة (النمذجة), والتي تعني "اقتباس" مهارة من فرد أو مؤسسة. ثم القيام "بتأصيل" هذه المهارة في "عناصر وخطوات" يمكن لأي جهة وطرف أخر أن يقتبسها. ومثل ذلك ما استفاد منه العديد من مدربي البرمجة من اقتباس قدرة بعض حفاظ كتاب الله لنقلها إلى من يعاني صعوبة في الحفظ. وقد تم ذلك بطريقة فعالة. ومثال على هذه النمذجة ما قام به الدكتور يحيى الغوثاني الحافظ لكتاب الله على القراءات العشر, حيث استطاع أن يقتبس وينقل مهارات الحفظ إلى المئات من تلاميذه الذين أتقنوا حفظ كتاب الله في زمن قياسي من خلال إسثثمار تقنيات البرمجة اللغوية العصبية.
هذا (التوثيق العلمي) هو بكل دقة ما تحويه دورات البرمجة اللغوية العصبية في أصولها الصافية, وفي الدورات التي تقدمها منظمة (انلبتا INLPTA ) بالذات, مع بعض الإضافات الإسلامية, بغرض التأصيل الشرعي, الذي يضع كل هذا التخصص في إطار تحقيق العبودية لله عز وجل, عمارة للأرض. وذلك فن ومهارة من مهارات الاتصال : الاتصال الرباني.
لذلك يجب التنويه بأنه ليس كل دخيل على هذا التخصص "مرفوض". لقد قام العديد من المدربين في المملكة العربية السعودية "بإدخال" العديد من الجوانب الشرعية التي "أرجعت" هذا التخصص الوافد إلى أصولنا وثوابتنا الشرعية, كأن بضاعتنا رٌدت إلينا, حتى أصبحت بعض دورات البرمجة في السعودية كأنها, خٌطب جمعة, ودروس دينية, وحلقات ذكر وتسبيح, لثبيت العقيدة, وتقوية العلاقة بالله عز وجل.
بل إن العديد من مدربي هذا التخصص استفاد منه في تأصيل مهارة محاربة الإرهاب على مختلف صنوفه - الذاتية, والشخصية, والجماهيرية, والمؤسسية - عقليا ونفسيا في المتدربين, حتى لا يكونون لقمة سائغة للمفسدين في الأرض. بل أن بعضهم أقترح أن ننتقي من فرضيات وتقنيات البرمجة ما نجعله في متطلبات تخرج الطالب الجامعي, تأهيلا له نفسيا وعقليا ليستعد لمواجهة تحديات المستقبل, ضمن مفردة مهارات الاتصال تحت أي ماد من مواد متطلبات التخرج الجامعي.
لذلك فإن الدعوة في هذا المقال موجهة إلى الوزارات والجهات ذات العلاقة بالثقافة والعلم أن "تقنن" هذه الدورات بطريقة علمية مؤصلة, بحيث (نضمن "الأصل" ونستبعد "الدخيل"), كما تم الإشراف "أكاديميا" على المدارس والجامعات الأهلية, وكما "يتوجب" الإشراف على الدورات التطويرية - المنتشرة في الساحة دون رقيب أو عتيد - من قبل الغرفة التجارية بالتعاون مع جهات أكاديمية, (حفاظا على مصداقية وموضوعية المعلومة). وتقوم مؤسسة (انلبتاINLPTA) الأمريكية بهذا الجهد في المملكة العربية السعودية بتنسيق بين المدربين الأوائل في المملكة العربية السعودية, كمحاولة "لتصفية" النبع من كل دخيل¸ ليبقى ماءا صافيا زلال, ويكون ذو "مصداقية" أكاديمية.
بذلك يتم "الإشراف" على المادة العلمية لمحتوى كل دورة من كل (دخيل خبيث وتطبيق خاطيء), مع التركيز على المدة الزمنية المفترضة في كل دورة, لإتمام التدريب العملي, وبأسعار معقولة مقبولة لشرائح المجتمع السعودي.
والله من وراء القصد, والهادي إلى سواء السبيل.
د. أسامة صالح حريري
رئس قسم الإعلام
مدرب معتمد
Ohariri5d@gmail.Com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق