هناك ثلاثة مسارات للمعلومة يتحرك العقل على أساسها, كأنه برنامج حاسوبي. ونلاحظ هنا أن العقل "مستعد" للعمل على هذه المحاور الثلاثة. ولكن تأتي التربية والبيئة لتقوية بعض أو جميع هيه المسارات. والمطلوب منك فقط برمجته بالطريقة التي تريد المعلومة أن تتحرك على أساسها. لأنك إذا لم تفعل ذلك, فسوف تجد العقل يتحرك تلقائيا إلى أسرع معلومة قريبة في احد هذه المحاور الثلاثة, دون النظر في مقدار العواقب, والصحة والخطأ في هذا التحرك, وما مقدار حقيقة فائدتك من هذا التحرك.
لذلك قد يجني عليك عقلك. ولكن تستطيع أنت بعقلك الواعي أن تتحكم في هذا المسار, فلا تترك التحرك لعقلك عشوائيا, بدون أن تعلم إلى أين يقودك, وكيف ستكون النتيجة على الحوار, وعلى تفكيرك, وعلى حياتك. لذلك يتحرك العقل إلى الأعلى بحثا عن العموم, أو نزولا تفصيلا بحثا عن الجزئيات, أو جانبيا بحثا عن المتشابهات.
إن مما نلاحظه في حديثنا مع بعض الأفراد هو انتقالهم في الحديث من فقرة لأخرى بطريقة منطقية, مما يجعل الحديث متناغما ذا فائدة ونتيجة إيجابية.
السبب هنا أن الحديث تحرك في تحرك منطقي على مسار محدد. ولكن أحيانا يسير الحديث بطريقة (غير منطقية), مما يسبب تشويشا للفكرة ويؤدي إلى عدم الوصول إلى نتيجة, كما سيتم نقاش ذلك في تقنية المستويات المنطقية. السبب هنا أن الحديث تحرك في مسار غير محدد, بل هو مشوش, فتشوش معه الدماغ. وهنا يصل المرء إلى مشاعر سلبية, وهو لا يعرف ماذا حصل له.
بل يتفاقم الأمر لنرى هذا الأسلوب في الحديث يتحول إلى أسلوب في الحياة. لذلك ترى إنسانا يعيش حياته مشوَّشا بدون هدف يسعى إليه, مثل أحاديث بدون خط منسق يجمع بينها وبدون هدف لتحقيقه. بل نجد هذه المسارات كذلك في المجال الأكاديمي للبحث العلمي, حيث يتم القيام بالبحث من خلال أحد مسارات ثلاثة.
ومن أجل تحقيق الإيجابية في الحياة, ومن أجل التخلص من هذه العيوب الحياتية والنقاشية واكتساب الإيجابيات في النقاش والحياة, يتوجب أن نتعرف على مسارات التفكير والتحرك المعلوماتي في العقل البشري.
إن قيمة المعلومة ليست في كونها عنصرا منفصلا, بل علاقة هذه المعلومة مع معلومة أخرى. القضية هي دوما في العلاقات بين العناصر.
It is a Matter of Connection
لذلك يقال في عالم الاتصال أن 1 + 1 = .3 بل قد يتضاعف العدد إلى ما لا تعلم. إن قمية المعلومة تتضاعف بمقدار تواصلها مع غيرها. لذلك فالمعلومة إذا إضيفت إلى معلومة أخرى, فقد يصبح لدينا ثلاثة معلومات. إن التلاقح بين المعلومات لا يمكن تحديد تفاعلاته. ذلك أن شبكة معلومات العقل متداخلة بطريقة أكثر تعقيدا من شبكة العنكبوت, بل والشبكة العنبكوتية في الانترنيت.
ونتذكر ما سبق قوله في الفرضيات من أن المعني يتم تفسيره بناء على السياق. ذلك أن حقيقة اي معلومة أنها لا طعم لها, ولا لون, ولا رائحة. الحكم هو السياق. في أي سياق تضع المعلومة؟ ونؤكد هنا أننا لا نتحدث عن دين. ومثال ذلك أن تناقش آخر في موضوع الاتصال, وهنا أمامك ثلاثة مسارات:
(1) النظرة العامة العليا : Chunking Up
وفي هذا النوع من التحرك العقلي للدماغ ينتقل التفكير من الأجزاء والتفاصيل في أي حدث أو معلومة إلى الكل والعموم, وإلى صورة أكبر تجمع التفاصيل التي انتقل منها. وهذا هو الإجمال والاستنتاج وهو منهج بحثي علمي أكاديمي, وهو كذلك أسلوب في التفكير والتحليل والحياة. وهنا تستطيع أن تناقش نفسك أو الآخر (رأسيا إلى الأعلى) فينتقل بالحديث إلى ما هو أعلى من الاتصالات, ليجعلها (جزءاً من كل) فيناقشك بأن الاتصال هو جزء من الكيان الإنساني وكيف أن هناك كائنات أخرى لها حضارتها وتطورها كالحيوان والنبات.
وهنا يقوم الفرد بالنظر إلى الموضوع من زاوية كبيرة ليرى جميع العناصر والأجزاء معا في كتلة واحدة. هذه النظرة العامة تجعل الفرد "يهمل" الجزئيات, والتي هي ضمن منظومة كبيرة. مثل ذلك عيب شخصي في فرد ما, ولكن من خلال النظر إلى عموم الفرد نجده منتجا وعنصرا له قيمته على مستوى المؤسسة. لذلك لن تكون هناك مشاعر سلبية تجاه هذا الفرد, لأننا أهملنا الجزئية السلبية وركزنا على العموم الإيجابي.
كذلك يمكن النظر إلى هذه التجزئة على أساس أنها التجزئة لتكبير الحجمLarge Chunk وبنفس هذا الأسلوب في التفكير نستطيع أن ننظر إلى المشكلة كوحدة واحدة, بدلا من النظر إلى التفاصيل والجزئيات التي قد تبعثر الذهن وتشتت الانتباه. لذلك فإن النظرة العامة تفيد في التحليل الحقيقي والصحيح للمشكلة.
ومثال ذلك أن ننتقل من الأسفل إلى الأعلى في المعلومات التالية :
(1) مقالة الشيخ صالح بن حميد.
(2) صفحة (الوجه الآخر).
(3) ملحق (الإنسانية).
(4) جريدة عكاظ.
(5) الصحافة.
(6) وسائل الإعلام.
(7) الاتصال.
وتحوي النصوص الإسلامية من كتاب وسنة العديد من هذه الأمثلة, ذلك أنه سبحانه وتعالى أعطانا التصور الإسلامي الذي ننظر من خلاله إلى الحياة على أنها ابتلاء واختبار وتحدى. (لينظر كيف تعملون). لذلك لا نعيش التفاصيل السلبية على أنها كل شيء, بل هي ضمن منظومة إيجابية كبرى من حكمة الله في خلقه.
لذلك يصعد المسلم إلى النظرة العامة العليا في المنظور البشري ليرى الحياة كلها من منظور عال جدا يرى منه الحياة كلها ابتلاء واختبار (لينظر كيف تعملون). وهنا تتحول النكبات والكوارث والأزمات, مهما عظُمت, إلى مجرد ابتلاء واختبار لينظر المولى عز وجل إلينا كيف نتصرف. هكذا من هذه التجزئة العليا يتجنب المسلم تأثير الأزمات على نفسه, ويكون صدره متسعا منشرحا يستقبل به التحديات اختبارا لإيمانه, وشحذا لقدراته, لينطلق بعد ذلك أكثر إيمانا وأحد نصلا.
(2) النظرة التفصيلية : Chunking Down
وهنا ينتقل العقل في التحرك من العموم إلى التفصيل وإلى صورة أصغر ضمن منظومة أكبر انتقل منها. هذه النظرة هي نظرة جزئية وهي عكس السابق. وهنا يناقشك الآخر (رأسيا إلى الأسفل) ليأتيك بأمثلة للاتصال, فيحدثك عن وسائل الإعلام, وكل ذلك أجزاء للاتصال, كنظرة رأسية إلى الأسفل لموضوع الاتصالات.
وليس هناك تفريق ولا أفضلية, بل استراتيجية وطريقة تحرك في التفكير نشأ عليها الفرد, ولكنه بعد أن يتعرف على نفسه, يستطيع أن يكون كما يشاء, بالتدريب والمران والتكرار. حيث نقوم هنا بالنظر إلى العناصر الصغيرة في الحدث ونحاول أن ننظر إلى إيجابياتها, بما ينعكس إيجابيا على العموم. وبذلك ننتقل من العموم والكل إلى التفاصيل, وهو الاستنباط.
إن أي قضية - مهما كانت سلبية - فإنها تحتوي على جوانب إيجابية, ولكنها تحتاج إلى تركيز عليها, فليس هناك خير محض, وليس هناك شر محض. كذلك يمكن النظر إلى هذه التقنية على أساس أنها تجزئة لتصغير الحجم Small Chunks.
لذلك قد يجني عليك عقلك. ولكن تستطيع أنت بعقلك الواعي أن تتحكم في هذا المسار, فلا تترك التحرك لعقلك عشوائيا, بدون أن تعلم إلى أين يقودك, وكيف ستكون النتيجة على الحوار, وعلى تفكيرك, وعلى حياتك. لذلك يتحرك العقل إلى الأعلى بحثا عن العموم, أو نزولا تفصيلا بحثا عن الجزئيات, أو جانبيا بحثا عن المتشابهات.
إن مما نلاحظه في حديثنا مع بعض الأفراد هو انتقالهم في الحديث من فقرة لأخرى بطريقة منطقية, مما يجعل الحديث متناغما ذا فائدة ونتيجة إيجابية.
السبب هنا أن الحديث تحرك في تحرك منطقي على مسار محدد. ولكن أحيانا يسير الحديث بطريقة (غير منطقية), مما يسبب تشويشا للفكرة ويؤدي إلى عدم الوصول إلى نتيجة, كما سيتم نقاش ذلك في تقنية المستويات المنطقية. السبب هنا أن الحديث تحرك في مسار غير محدد, بل هو مشوش, فتشوش معه الدماغ. وهنا يصل المرء إلى مشاعر سلبية, وهو لا يعرف ماذا حصل له.
بل يتفاقم الأمر لنرى هذا الأسلوب في الحديث يتحول إلى أسلوب في الحياة. لذلك ترى إنسانا يعيش حياته مشوَّشا بدون هدف يسعى إليه, مثل أحاديث بدون خط منسق يجمع بينها وبدون هدف لتحقيقه. بل نجد هذه المسارات كذلك في المجال الأكاديمي للبحث العلمي, حيث يتم القيام بالبحث من خلال أحد مسارات ثلاثة.
ومن أجل تحقيق الإيجابية في الحياة, ومن أجل التخلص من هذه العيوب الحياتية والنقاشية واكتساب الإيجابيات في النقاش والحياة, يتوجب أن نتعرف على مسارات التفكير والتحرك المعلوماتي في العقل البشري.
إن قيمة المعلومة ليست في كونها عنصرا منفصلا, بل علاقة هذه المعلومة مع معلومة أخرى. القضية هي دوما في العلاقات بين العناصر.
It is a Matter of Connection
لذلك يقال في عالم الاتصال أن 1 + 1 = .3 بل قد يتضاعف العدد إلى ما لا تعلم. إن قمية المعلومة تتضاعف بمقدار تواصلها مع غيرها. لذلك فالمعلومة إذا إضيفت إلى معلومة أخرى, فقد يصبح لدينا ثلاثة معلومات. إن التلاقح بين المعلومات لا يمكن تحديد تفاعلاته. ذلك أن شبكة معلومات العقل متداخلة بطريقة أكثر تعقيدا من شبكة العنكبوت, بل والشبكة العنبكوتية في الانترنيت.
ونتذكر ما سبق قوله في الفرضيات من أن المعني يتم تفسيره بناء على السياق. ذلك أن حقيقة اي معلومة أنها لا طعم لها, ولا لون, ولا رائحة. الحكم هو السياق. في أي سياق تضع المعلومة؟ ونؤكد هنا أننا لا نتحدث عن دين. ومثال ذلك أن تناقش آخر في موضوع الاتصال, وهنا أمامك ثلاثة مسارات:
(1) النظرة العامة العليا : Chunking Up
وفي هذا النوع من التحرك العقلي للدماغ ينتقل التفكير من الأجزاء والتفاصيل في أي حدث أو معلومة إلى الكل والعموم, وإلى صورة أكبر تجمع التفاصيل التي انتقل منها. وهذا هو الإجمال والاستنتاج وهو منهج بحثي علمي أكاديمي, وهو كذلك أسلوب في التفكير والتحليل والحياة. وهنا تستطيع أن تناقش نفسك أو الآخر (رأسيا إلى الأعلى) فينتقل بالحديث إلى ما هو أعلى من الاتصالات, ليجعلها (جزءاً من كل) فيناقشك بأن الاتصال هو جزء من الكيان الإنساني وكيف أن هناك كائنات أخرى لها حضارتها وتطورها كالحيوان والنبات.
وهنا يقوم الفرد بالنظر إلى الموضوع من زاوية كبيرة ليرى جميع العناصر والأجزاء معا في كتلة واحدة. هذه النظرة العامة تجعل الفرد "يهمل" الجزئيات, والتي هي ضمن منظومة كبيرة. مثل ذلك عيب شخصي في فرد ما, ولكن من خلال النظر إلى عموم الفرد نجده منتجا وعنصرا له قيمته على مستوى المؤسسة. لذلك لن تكون هناك مشاعر سلبية تجاه هذا الفرد, لأننا أهملنا الجزئية السلبية وركزنا على العموم الإيجابي.
كذلك يمكن النظر إلى هذه التجزئة على أساس أنها التجزئة لتكبير الحجمLarge Chunk وبنفس هذا الأسلوب في التفكير نستطيع أن ننظر إلى المشكلة كوحدة واحدة, بدلا من النظر إلى التفاصيل والجزئيات التي قد تبعثر الذهن وتشتت الانتباه. لذلك فإن النظرة العامة تفيد في التحليل الحقيقي والصحيح للمشكلة.
ومثال ذلك أن ننتقل من الأسفل إلى الأعلى في المعلومات التالية :
(1) مقالة الشيخ صالح بن حميد.
(2) صفحة (الوجه الآخر).
(3) ملحق (الإنسانية).
(4) جريدة عكاظ.
(5) الصحافة.
(6) وسائل الإعلام.
(7) الاتصال.
وتحوي النصوص الإسلامية من كتاب وسنة العديد من هذه الأمثلة, ذلك أنه سبحانه وتعالى أعطانا التصور الإسلامي الذي ننظر من خلاله إلى الحياة على أنها ابتلاء واختبار وتحدى. (لينظر كيف تعملون). لذلك لا نعيش التفاصيل السلبية على أنها كل شيء, بل هي ضمن منظومة إيجابية كبرى من حكمة الله في خلقه.
لذلك يصعد المسلم إلى النظرة العامة العليا في المنظور البشري ليرى الحياة كلها من منظور عال جدا يرى منه الحياة كلها ابتلاء واختبار (لينظر كيف تعملون). وهنا تتحول النكبات والكوارث والأزمات, مهما عظُمت, إلى مجرد ابتلاء واختبار لينظر المولى عز وجل إلينا كيف نتصرف. هكذا من هذه التجزئة العليا يتجنب المسلم تأثير الأزمات على نفسه, ويكون صدره متسعا منشرحا يستقبل به التحديات اختبارا لإيمانه, وشحذا لقدراته, لينطلق بعد ذلك أكثر إيمانا وأحد نصلا.
(2) النظرة التفصيلية : Chunking Down
وهنا ينتقل العقل في التحرك من العموم إلى التفصيل وإلى صورة أصغر ضمن منظومة أكبر انتقل منها. هذه النظرة هي نظرة جزئية وهي عكس السابق. وهنا يناقشك الآخر (رأسيا إلى الأسفل) ليأتيك بأمثلة للاتصال, فيحدثك عن وسائل الإعلام, وكل ذلك أجزاء للاتصال, كنظرة رأسية إلى الأسفل لموضوع الاتصالات.
وليس هناك تفريق ولا أفضلية, بل استراتيجية وطريقة تحرك في التفكير نشأ عليها الفرد, ولكنه بعد أن يتعرف على نفسه, يستطيع أن يكون كما يشاء, بالتدريب والمران والتكرار. حيث نقوم هنا بالنظر إلى العناصر الصغيرة في الحدث ونحاول أن ننظر إلى إيجابياتها, بما ينعكس إيجابيا على العموم. وبذلك ننتقل من العموم والكل إلى التفاصيل, وهو الاستنباط.
إن أي قضية - مهما كانت سلبية - فإنها تحتوي على جوانب إيجابية, ولكنها تحتاج إلى تركيز عليها, فليس هناك خير محض, وليس هناك شر محض. كذلك يمكن النظر إلى هذه التقنية على أساس أنها تجزئة لتصغير الحجم Small Chunks.
المقصود هنا أن تقوم "بتجزئة" الموضوع إلى "وحدات" وعناصر يمكن معالجة كل عنصر على حدة بمعزل عن العناصر الأخرى والصورة الكبيرة. إن المشكلة الواحدة إذا أخذناها بصورة متكاملة فإنها قد تكون أكبر من طاقاتنا وقدراتنا. ولكن في حالة تقسيمها على وحدات ومجموعات, فإنها تصبح سهله في التعامل, وبخاصة إذا كان هناك من يساعدنا كفريق عمل.
ونستطيع أن نرى هذا الأسلوب في التفكير من خلال ما نحاوله في الاسترخاء. إن الجسد كنظام عصبي متكامل يصعب التحكم فيه كوحدة واحدة, خاصة في حالة التوتر. ولكن من أجل تحقيق ذلك فإننا نقوم بعملية التجزئة للجسد بحيث نركز ذهننا على كل عضو وحده لنرخي عضلاته, وهكذا حتى نرخي سائر الأعضاء.
وتحوي النصوص الإسلامية من كتاب وسنة العديد من الأمثلة التي تشير إلى هذا التصور. مثال ذلك الأمر بالنظر في ملكوت الله وعظمة الخلق, وفي ذلك تقوية للإيمان وتعضيد له من خلال النظر في تفاصيل الخلق والإبداع,
وتستطيع أن تتخيل المثال السابق, عكسيا.
(1) الاتصال
(2) الإعلام
(3) الصحافة
(4) جريدة (عكاظ)
(5) ملحق الإنسانية)
(6) صفحة (الوجه الآخر)
(7) مقالة الشيخ صالح بن حميد.
(3) النظرة الأفقية الجانبية: Chunking Aside
وكذلك يمكن تسميتها التجزئة الجانبية أو المسار (الأفقي), فيعطيك العقل جوانب وعناصر أخرى للحضارة الإنسانية ومنها الأخلاق, والعلم. وهكذا يكون التحرك في الجهة "المشابه" للمعلومة. بل قد يكون التحرك هنا في الجانب "المناقض". فإضافة إلى الصعود أو النزول, فإننا نستطيع أن نتحرك بتفكرنا جانبيا Chunking Sides.
والمقصود هنا أن ننظر إلى مترادفات المعلومة والاحتمالات الأخرى الممكنة للحدث. ما هي مترادفات الاتصال؟ ما هي الاحتمالات (المتشابه والمناقضة) للمعلومة التي أنت فيها الآن؟ المعضلة التي أنت فيها الآن, هل كان من الممكن أن يكون الأمر أكثر سوءا؟ هل حدث لك وحدك أم أن هناك العديد, قبل وبعدك, أصابه مثل أو ضعف ما أصابك؟
وهنا نتذكر ما جاء في كتاب الله عز وجل من ذكر لقصص الأمم السابقة تسلية لمُصاب الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه القصص كان يشعر فيها صلى الله عليه وسلم والصحابة أن غيرهم قد عانى مثلهم, بل وأكثر منهم. ونتذكر هنا كذلك ما جاء في وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يكره زوجته, إذا كره منها خُلُقا, رضي منها خُلُقا آخر.
وتستطيع أن ترى أثر هذه النظرة "الثلاثية" الأبعاد في حياتك إذا نظرت من خلالها إلى شخص في حياتك تحبه أو تكرهه, أو وظيفة تقوم بها. جرب كيف تنظر إلى وظيفتك من خلال الجوانب الثلاثة!
لذلك عند حديثنا مع آخر, فإننا نستطيع أن نلتزم بمسار محدد, بدلا من تشويش العقل وخسران الطرف الآخر. بل نقدر على أن نقود الحديث والأحداث للمسار الذي نراه أفضل في حديثنا وهدفنا مع الآخر, بدلا من أن تكون حياتنا عشوائية.
وبمختصر القول فإن (الصعود "تفعيل" للطاقة وبناء للحكمة، والنزول "تبسيط" للأمور وتكوين للمعرفة، والترادف تخفيف للأثر). بذلك يمكن التعامل مع كل معلومة جزئيا وكليا وترادفيا. وبذلك تكون "ثلاثي" الأنظمة في تعامل دماغك مع المعلومة.
هنيئا لك, ولله الحمد والمنة الذي أمدنا بكل ذلك من طاقات وقدرات عقلية نعبده بها حتى يأتينا اليقين, عمارة لأرضه وبثا لروح الحب بين خلقه, (فالخلق عيال الله, وأحب الخلق إليه, أنفعهم لعياله), سبحان الودود.
ولله الحمد والمنة
ونستطيع أن نرى هذا الأسلوب في التفكير من خلال ما نحاوله في الاسترخاء. إن الجسد كنظام عصبي متكامل يصعب التحكم فيه كوحدة واحدة, خاصة في حالة التوتر. ولكن من أجل تحقيق ذلك فإننا نقوم بعملية التجزئة للجسد بحيث نركز ذهننا على كل عضو وحده لنرخي عضلاته, وهكذا حتى نرخي سائر الأعضاء.
وتحوي النصوص الإسلامية من كتاب وسنة العديد من الأمثلة التي تشير إلى هذا التصور. مثال ذلك الأمر بالنظر في ملكوت الله وعظمة الخلق, وفي ذلك تقوية للإيمان وتعضيد له من خلال النظر في تفاصيل الخلق والإبداع,
وتستطيع أن تتخيل المثال السابق, عكسيا.
(1) الاتصال
(2) الإعلام
(3) الصحافة
(4) جريدة (عكاظ)
(5) ملحق الإنسانية)
(6) صفحة (الوجه الآخر)
(7) مقالة الشيخ صالح بن حميد.
(3) النظرة الأفقية الجانبية: Chunking Aside
وكذلك يمكن تسميتها التجزئة الجانبية أو المسار (الأفقي), فيعطيك العقل جوانب وعناصر أخرى للحضارة الإنسانية ومنها الأخلاق, والعلم. وهكذا يكون التحرك في الجهة "المشابه" للمعلومة. بل قد يكون التحرك هنا في الجانب "المناقض". فإضافة إلى الصعود أو النزول, فإننا نستطيع أن نتحرك بتفكرنا جانبيا Chunking Sides.
والمقصود هنا أن ننظر إلى مترادفات المعلومة والاحتمالات الأخرى الممكنة للحدث. ما هي مترادفات الاتصال؟ ما هي الاحتمالات (المتشابه والمناقضة) للمعلومة التي أنت فيها الآن؟ المعضلة التي أنت فيها الآن, هل كان من الممكن أن يكون الأمر أكثر سوءا؟ هل حدث لك وحدك أم أن هناك العديد, قبل وبعدك, أصابه مثل أو ضعف ما أصابك؟
وهنا نتذكر ما جاء في كتاب الله عز وجل من ذكر لقصص الأمم السابقة تسلية لمُصاب الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه القصص كان يشعر فيها صلى الله عليه وسلم والصحابة أن غيرهم قد عانى مثلهم, بل وأكثر منهم. ونتذكر هنا كذلك ما جاء في وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم أن المؤمن لا يكره زوجته, إذا كره منها خُلُقا, رضي منها خُلُقا آخر.
وتستطيع أن ترى أثر هذه النظرة "الثلاثية" الأبعاد في حياتك إذا نظرت من خلالها إلى شخص في حياتك تحبه أو تكرهه, أو وظيفة تقوم بها. جرب كيف تنظر إلى وظيفتك من خلال الجوانب الثلاثة!
لذلك عند حديثنا مع آخر, فإننا نستطيع أن نلتزم بمسار محدد, بدلا من تشويش العقل وخسران الطرف الآخر. بل نقدر على أن نقود الحديث والأحداث للمسار الذي نراه أفضل في حديثنا وهدفنا مع الآخر, بدلا من أن تكون حياتنا عشوائية.
وبمختصر القول فإن (الصعود "تفعيل" للطاقة وبناء للحكمة، والنزول "تبسيط" للأمور وتكوين للمعرفة، والترادف تخفيف للأثر). بذلك يمكن التعامل مع كل معلومة جزئيا وكليا وترادفيا. وبذلك تكون "ثلاثي" الأنظمة في تعامل دماغك مع المعلومة.
هنيئا لك, ولله الحمد والمنة الذي أمدنا بكل ذلك من طاقات وقدرات عقلية نعبده بها حتى يأتينا اليقين, عمارة لأرضه وبثا لروح الحب بين خلقه, (فالخلق عيال الله, وأحب الخلق إليه, أنفعهم لعياله), سبحان الودود.
ولله الحمد والمنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق