ونتسمر في محاولة تحقيقي الرسالة والرؤية من خلال إزالة ما يعترض طريقها. وهنا قد يعتقد الواحد فينا أنه ليس أهلا للرؤية التي رمسها لنفسه، وذلك لوجود أحداث في الماضي تتناقض مع الرؤية المستقبلية. ورغم تطبيق التقنية السابقة التي أثبتت العكس، فإن الفرد لا يزال يشكك في نفسه بسبب غلبة تأثير الماضي.
والمقصود هنا بإعادة الطباعة هو المعنى من "إعادة" تشكيل الماضي وإعادة ترتيب التصور الذي في الذهن عن المعلومة التي حصلت في الماضي. وهذا العمل هو أشبه (بإعادة الطباعة). كأننا "نعيد" طباعة ما هو مكتوب في الذهن عن الماضي الذي لا يزال يوثر في مشاعر الحاضر والمستقبل.
إذا المقصود هنا هو أن "نتخلص" من مشاعر سلبية لتجربة، أو تجارب، عشناها في الماضي، لننطلق في حياتنا بإيجابية وبناء وتطوير وسعادة، دون نظر إلى الماضي. ولكن تذكر من البداية أن هذه التقنية لا تنفع في القضاء على المخاوف العميقة. تلك لها تقنيات مختلفة.
إن البعض منا قد عاش تجربة سلبية في الماضي ونظرا لاحتواء هذه التجربة على بعض التصورات السلبية التي سمحنا بدخولها إلى عمق الهوية والقيم ولمعتقدات والقدرات، فإن العديد من عناصر التخريب قد حصلت في النفس الإنسانية بسبب الحوار الإرهابي.
هذا "التخريب" أنتج "تدهورا" في الحالة النفسية وقد يصل إلى التخريب الجسدي. وينتج عن كل ذلك تدهور في الطاقة الإنسانية وضياعها. فهل ندع الظروف تتحكم فينا، أم نصنع الأحداث ونغالب الأقدار بالأقدار؟ لذلك فالمطلوب أن "نتدارك" باقي العمر بدلا من ضياعه هباء في الحسرات والزفرات، وننطلق بناء وخلافة عن الله في أرضه بناء وتعميرا وإسعادا للبشرية.
ومن الملاحظ أن بعض ممن يعانوا من بعض الأزمات النفسية أو من بعض القصور في ايجابياتهم أن تاريخ حياتهم يحمل ما يثبت هذا الهدف أو ذاك، ولكن الذي يحصل أن الإنسان يعيش الحاضر وينسى قدراته، لذلك تقوم هذه التقنية أساسا على محاولة "تذكير" الفرد بتجاربه التي عاشها في الماضي وتثبت ما يصبوا إليه من رسالة ورؤية. وسبب ذلك هو إن شدة التركيز على المشكلة تجعل الفرد منا ينسى قدراته وينسى الحل، مهما كان قريبا منه. لذلك يتوجب تغيير وجه النظر، بداية.
وكما تتذكر أن القناة النظامية تشكل المعلومة، وتتذكر أيضا المستويات النطقية وتأثير الحياة على السلوك والقدرات والقيم والهوية من خلال التكرار، وكما قيل (ما تكرر، تقرر)، فهنا كذلك أن الفرد منا بعد أن يعيش في فترة من الزمن حدثا سلبيا صاغ فيه قوالب معينة سلبية من حياة محددة المعالم ضمن سلوكيات محدودة سلبية لأسباب قاهرة مما يصنع قدرات تبني قيما وتصنع هوية. كل ذلك سببه "وطأة "الحاضر السلبية وقوته النظامية.
والذي يحصل هنا أن الفرد منا يتشكل بقوة وهيمنه "الواقع" وينسى قدراته شخصيته الأصلية. لذلك توجب "العودة" إلى الماضي وإلى الأصل في شخصية الفرد من خلال خط الزمن.
والمشكلة هنا أن أحدنا يحمل معتقدا معوقا عن نفسه يعوقه عن تحقيق رؤيته ورسالته في الحياة، ونسعى هنا لاستئصال هذا المعوق، والذي قد يكون مجرد رغبة في التطوير لقدرة حالية نسعى لجعلها أفضل، أو محاولة للتخلص من معتقد سلبي يمنع من التحرك أصلا. وكل ذلك يحتاج إلى إعادة طباعة.
ونلاحظ أن أغلب تقنيات خط الزمن في العلاج تعتمد على العودة إلى الماضي، ثم التحرك خطوة أو فترة لما قبل الحدث السلبي، ونستجمع القوة والإيجابية الموجودة قبل أو بعد فترة الحدث السلبي، ثم نستجمع كل ذلك "ونقتحم" به المشكلة "لنمسح" تأثيراتها السلبية ونحولها إلى مجرد ذكرى ومعلومة خالية من المشاعر السلبية التي تحطم الطاقة وتسبب تدهورا في القدرة الجسدية، "وننطلق" بالتصور الجديد إلى الحاضر، "وننطلق" به كذلك إلى المستقبل، وتكون مراحل التقنية كالتالي:
(1) حدد الموضوع المطلوب تطويره أو علاجه، ولا بأس هنا قبل بداية هده التقنية أن نطبق تقنية المواقع الإدراكية الثلاثة أو الخمسة، ولا بأس كذلك من تطبيق تقنية ديزني في الإبداع لحل المشكلة وتحليلها،
(2) أرسم خط الزمن وحدد الأزمنة الثلاثة، وتأكد بالذات من موقع الحاضر،
(3) اجعل نفسك في الموقع الإشرافي Meta-State وأنت في خارج خط الزمن وكأنك تشرف عليه من فوقه وترى الزمن كله أمامك. تذكر الحدث أو المعتقد المعوق وأنت في حالة اتصال بجميع الأنماط، وفي هذه الحالة، أدخل إلى موقع الحاضر في خط الزمن وأصنع له مرساة،
(4) وأنت ممسكا بالمرساة، وأنت في موقع الحاضر، أرجع خطوات باحثا عن موقع بداية المشكلة إلى الوراء على خط الزمن إلى موقع بداية الحدث السلبي، أو بداية المشكلة، وهنا يمكن أن تساعد المستفيد لغويا للبحث عن بداية المشكلة. وكذلك يمكنك أن تستعين بالمراحل الثلاثة في عمر الإنسان "لتحديد" المرحلة التي تبحث فيها.
- هذه اللحظة التي تم فيها طباعة المشكلة بمشاعرها السلبية في الذهن. وهنا أنزل من موقع الإشرافي، وقف على المشكلة، وأنظر إلى الحدث، وأستمع إليه، وأشعر به مؤقتا. وهنا حقق الانفصال وعد إلى الموقع الإشرافي. ومن هناك انطلق إلى ما قبل المشكلة بوقت كاف، كأنك ترى المشكلة من بعد. ومن هناك عد إلى الحاضر. هل انتهت المعاناة؟ ممكن.
- قبل أن نمضي في التقنية يجب أن نتأكد أن التمرين يسير بشكل صحيح. إذا وجدت هنا أن مشاعر المستفيد لم تتغير، فذلك يعني أنه لم يحقق الانفصال من الحدث، ولم يرتفع إلى الموقع الإشرافي. لذلك تأكد أن المستفيد قد استطاع أن يحقق الموقع الإشرافي وأنه بالتحديد وقف على ما هو قبل وقت الحدث بوقت كافي أمن يحميه من سلبيات الحدث، والأفضل أن يكون 15 دقيقة قبل الحدث.
وهنا لا بأس من تجعله يتخيل أن أحدا معه، يثق بقوته وحمايته له، يقف معه قبل الحدث، ولا بأس هنا أن تمسك بيد المستفيد، إذا وجدت ذلك مفيدا. بل من الممكن أن تجعله يتخيل أن بينه وبين الحدث السلبي توجد حاجز من الزجاج حماية ضد الرصاص يحميه من أخطر سلبية محتملة في الحدث. بل يمكن أن يتخيل الحدث وسط شاشة تلفازية. وكل ذلك لكي يكون "بمأمن" من المشاعر السلبية التي قد تكتنف الحدث.
- كذلك قد يكون سبب عدم القدرة على التخلص من السلبيات أن المستفيد لم يعثر حقيقة على السبب الجذري للمشكلة. ذلك يعني أن هناك العديد من المشاعر السلبية لا تزال عالقة بتاريخ الفرد وشخصيته. إن بقاء جزء يسير من المشاعر في شخصية الفرد يجعل الأمر يتجدد، لذلك فلا بد من التخلص كلية من جميع المشاعر السلبية التي تشبه المشكلة. لذلك استمر في البحث عن الأحداث السلبية المشابهة والأهم السبب "الجذري".
إذا كنت لا تزال تشعر بالسلبيات، عد إلى الموقع ما قبل المشكلة. حاول أن تتخلص من المشاعر. أعطي مشاعرك وقتا للتخلص من هذه المشاعر. إذا لم تتخلص من المشاعر السلبية فذلك يعني أن جزأ منك "مختلف" معك في هذا الحل، ولكن لا بأس سوف نتعامل مع هذه القضية لاحقا.
(5) أذا كنت لا تزال تشعر بالمشكلة، فذلك يعني أنها أعمق وأخفى. لذلك حقق الموقع الإشرافي مرة أخرى، وأسأل اللاشعور أن يبحث عن أصل المشكلة. والأهم هو أن تسأل اللاشعور أن يبحث عن السبب "الجذري" لهذه المشكلة، والتي قد تكون في أيام الطفولة، أو ما قبل ذلك؟ وهنا أطلب كذلك من اللاشعور أن لا يقترب كثيرا من المشكلة، فقط يقترب قليلا، ولكن عن بُعد نسبي يحقق السلامة من التأثر العاطفي.
وبعد أن تحدد موقع البداية وأنت لا تزال من الموقع الإشرافي. هنا، أنزل إلى الحدث وحقق الاتصال معه بسمعك، وبصرك، وحواسك. كذلك حدد العناصر المؤلمة في الحدث، ولا بأس أن تكتب لائحة بتلك المشاعر. انفصل هنا وأرجع إلى موقع الإشراف.
وأنت تنظر إلى نفسك واقفا على خط الزمن، ارجع بجسدك خطوة إلى الوراء على الخط الزمن إلى ما قبل بداية وحصول المشكلة، كأنك ابتعدت ورجعت إلى الماضي قبل حدوث المشكلة، وأنظر إلى المشكلة من بعد زمني يضمن لك الحماية من التأثر بأحداث المشكلة. ومن ذلك الموقع الآمن، حلل المشكلة، وأنت تنظر إليها من موقع الإشراف، ماذا تحتاج من قدرات مواهب وطاقات وما هو تقيمك للحدث؟ ومن المفيد أن تتذكر لغة ميتا وميلتون وأثرهما في دعم الرسالة الإيجابية.
هنا، وهو لا يزال في الموقع الإشرافي، أطلب من المستفيد أن يتخلص من المشاعر السلبية. وأعطه وقتا لذلك. أطلب منه أمرا صريحا مؤدبا: (تخلص من هذه المشاعر السلبية. لقد تعلمت الكثير من هذا الحدث). ثم بعد ذلك قل له: (وأنت تتخلص من هذه المشاعر، لقد تغيرت معاني الحدث جذريا، هل توافقني على ذلك؟). سوف يجيبك المستفيد: (نعم). أشكره على ذلك، وحي فيه هذه الروح التغيرية القوية.
الآن أسئل المستفيد عن المشاعر التي اكتنفت الحدث، هل بقي منها شيء؟ هنا عليك كمعالج أن تتذكر كيف كانت تعابيره قبل بداية التمرين. الآن أطلب من المستفيد، وهو لا يزال في الموقع الإشرافي، أن يرى ويسمع ويشعر بأحداث المشكلة، هل بقي منها شيء؟
أطلب منه، مرة أخرى أمرا صريحا مؤدبا: (تخلص من هذه المشاعر السلبية. لقد أصبح الحدث أمرا طبيعيا). ثم بعد ذلك قل له: (وأنت تتخلص من هذه المشاعر، لقد تغيرت معاني الحدث جذريا، هل توافقني على ذلك؟). سوف يجيبك المستفيد: (نعم). أشكره على ذلك، وحي فيه هذه الروح التغيرية القوية.
الذي يحصل هنا هو عملية إعادة تأطير. وهذا كذلك يفيد في تغيير النميطات بطريقة غير مباشرة، حيث أن تغيير الإطار النفسي للمشكلة يغير هندسة وتركيبة النميطات، وكل ذلك يعين على تغيير المشاعر والأفكار وردود الأفعال.
(6) وفي حالة عدم القدرة على التخلص من المشاعر السلبية، أو عند ملاحظتك أن هناك بعض التعابير على المستفيد أن هناك بعض السلبيات لا تزال عالقة، فذلك يعني أن جزء منه معترضا على النتيجة. هذا الجزء يحتاج إلى حوار خاص لإعادة تأطير وجهة نظره الخاصة. لذلك تابع الخطوات التالية:
. خاطب المستفيد قائلا له: (أنا أعلم أن جزء منك يعتقد انك يجب أن تكون قد تعلمت شيئا من هذه التجربة. وأنا أوافقك أن من المهم جدا أن نذخر كل الأشياء الإيجابية التي تعلمانها في ذلك المكان، الذي تذخره لكل هذه الأشياء الإيجابية التي تعلمتها. لذلك فإنه لا بأس أن تتخلص من المشاعر التي اكتنفت الحدث، الآن، أليس كذلك؟ إذا، تنفس الصعداء، وأخرج زفبرا عميقا يخرج معه كل المشاعر السلبية). وفي حالة أن هذه الكلمة نفعت، فأنتقل إلى المرحلة رقم (7)، وإذا لم تصل إلى حل، حاول التجربة القادمة.
. خاطب المستفيد قائلا له: (إن أعظم هدف للعقل اللاواعي هو الحفاظ على الجسد. وأنا أعلم أن جزأ من العقل اللاوعي يحتفظ ببعض المشاعر السلبية، والتي فيها مضرة للجسد. وما دام هدفنا هو الحفاظ على هذا الجسد، فهل من الممكن أن نطلب من ذلك الجزء الذي يحتفظ بتلك المشاعر السلبية الخاصة بهذا الحدث، أن يتخلص من هذه المشاعر الآن، إذا، تنفس الصعداء، وأخرج زفيرا عميقا يخرج معه كل المشاعر السلبية. والذي قمنا هنا هو تجسيد للمعنى كأنه جزء من التنفس والزفير. وفي حالة أن هذه الكلمة نفعت، فأنتقل إلى المرحلة رقم (7)، أو حاول التجربة القادمة.
. حاول أن تعرف الهدف النهائي لذلك الجزء الذي لا يزال يحتفظ بتلك المشاعر السلبية. استمر في السؤال: ما هو الهدف الذي يريد أن يحققه هذا الجزء، حدد اسمه، بعد التعارف. وراجع هذا الموضوع في تقنية ستة خطوات لتحويل المناط. استمر في السؤال حتى تصل إلى الجواب النهائي. ولا بأس من أن تستعين بتقنية الخلط الصوري. وهكذا تستطيع أن تتخلص من المشاعر السلبية، بعد أن تعرف الهدف النهائي الذي يريده ذلك الجزء من العقل اللا واعي..
(7) اجعل نفسك في الموقف الإشرافي مُطِّ¯لا على خط الزمن وتحمل هذه الروح الجديدة وقد تخلصت من المشاعر السلبية. اجعل لذلك مرساة. وأنت مُطلقا المرساة، انطلق وبسرعة عبر خط الزمن من موقع المشكلة إلى الزمن الحاضر، هذا التحرك السريع هو أشبه بعملية مسح وإعادة طباعة للتاريخ الشخصي.
ولكن قد يكون في طريقنا إلى الحاضر توجد بعض الذكريات المؤلمة المشابهة للحدث القديم، لا بأس تعرف عليها وعالجها، لاحقا، بنفس الطرق السابقة.
(8) وبعد أن يصل المستفيد إلى زمن الحاضر، أطلب منه أن يتخيل وضعا مستقبلا لحدث مشابه للتجربة السلبية التي تخلص منها، ليرى نفسه كيف سيتصرف. والذي يحصل هنا هو عملية ترسيخ لمعلومة. وكما تم الإيضاح سابقا بأن العقل اللاواعي – لا يفرق - بين المعلومة الواقعية التي تم تثبيتها - واقعيا - في الجانب الأيسر، وبين المعلومة التي تم تثبيتها - بالخيال - في الجانب الأيمن من الدماغ. إذا كلاهما سوف يصبحان "برمجة" للمعلومة يتم توجيهها إلى العقل اللاواعي. إذا سوف تصبح هناك معلومة إيجابية في الدماغ تكون ذخيرة وموردا يعين المستفيد على التصرف السليم الإيجابي مستقبلا.
ومن هنا بعد إزالة العراقيل من الماضي، والتي تطل برأسها أثناء مسيرتك نحو المستقبل المشرق وتغبش عليك الرؤية والرسالة، تستطيع أن تنطلق بكل حرية إلى مستقبلك المشرق الذي تحقق فيه رؤيتك ورسالتك في الحياة.
- وأثناء سيرك على خط الزمن استعمل لغة ميلتون، لتعزيز النفس وتعزيز التجارب والدروس وتقوية التحول الذي حصل،
- ولا بأس هنا، أثناء السير من الماضي وأثناء المرور على التجربة السلبية، من مسك يد المستفيد حتى يصل إلى الحاضر، ولا بأس من استمرار مسك اليد أثناء الانطلاق إلى المستقبل،
- في حالة عدم حصول التأثير أو ضعفه، يتم إعادة التجربة وتكرارها،
- ويمكن بعد الانتهاء من الشعور أو التجربة، أن يتم التحول إلى شعور أخر، مثل الشعور بالذنب، الخجل، الخوف، اليأس، الحزن، الغضب
- وفي حالة وجود تجربة عنيفة لا يمكن الخروج منها والنظر إليها من خلال الانفصال بهدف التحليل والدراسة، فيجب تطبيق تقنية المسرح ذو الانفصال الثلاثي، والذي يضاعف من فرصة التخلص من المشاعر المكتنفة بالحدث.
وبذلك تكون قد تخلصت من المشاعر السلبية التي تعوقك عن التحرك أو عن تحقيق رؤيتك ورسالتك في الحياة. والله المستعان، إذ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومن التطبيقات الممكنة لهذه التقنية الجوانب التالية:
(1) الإصلاح الزوجي بعد الخلاف، وإصلاح ذات البين،
(2) مع الطالب الُمحبَط بعد نتائج الامتحانات السلبية،
(3) علاج الفرد من الأحداث السلبية بصفة عامة،
(4) علاج الأمراض الجسدية المبنية على جوانب نفسية، مثل التبول اللا-إرادي،
(5) التطوير الذاتي بصفة عامة.
والمقصود هنا بإعادة الطباعة هو المعنى من "إعادة" تشكيل الماضي وإعادة ترتيب التصور الذي في الذهن عن المعلومة التي حصلت في الماضي. وهذا العمل هو أشبه (بإعادة الطباعة). كأننا "نعيد" طباعة ما هو مكتوب في الذهن عن الماضي الذي لا يزال يوثر في مشاعر الحاضر والمستقبل.
إذا المقصود هنا هو أن "نتخلص" من مشاعر سلبية لتجربة، أو تجارب، عشناها في الماضي، لننطلق في حياتنا بإيجابية وبناء وتطوير وسعادة، دون نظر إلى الماضي. ولكن تذكر من البداية أن هذه التقنية لا تنفع في القضاء على المخاوف العميقة. تلك لها تقنيات مختلفة.
إن البعض منا قد عاش تجربة سلبية في الماضي ونظرا لاحتواء هذه التجربة على بعض التصورات السلبية التي سمحنا بدخولها إلى عمق الهوية والقيم ولمعتقدات والقدرات، فإن العديد من عناصر التخريب قد حصلت في النفس الإنسانية بسبب الحوار الإرهابي.
هذا "التخريب" أنتج "تدهورا" في الحالة النفسية وقد يصل إلى التخريب الجسدي. وينتج عن كل ذلك تدهور في الطاقة الإنسانية وضياعها. فهل ندع الظروف تتحكم فينا، أم نصنع الأحداث ونغالب الأقدار بالأقدار؟ لذلك فالمطلوب أن "نتدارك" باقي العمر بدلا من ضياعه هباء في الحسرات والزفرات، وننطلق بناء وخلافة عن الله في أرضه بناء وتعميرا وإسعادا للبشرية.
ومن الملاحظ أن بعض ممن يعانوا من بعض الأزمات النفسية أو من بعض القصور في ايجابياتهم أن تاريخ حياتهم يحمل ما يثبت هذا الهدف أو ذاك، ولكن الذي يحصل أن الإنسان يعيش الحاضر وينسى قدراته، لذلك تقوم هذه التقنية أساسا على محاولة "تذكير" الفرد بتجاربه التي عاشها في الماضي وتثبت ما يصبوا إليه من رسالة ورؤية. وسبب ذلك هو إن شدة التركيز على المشكلة تجعل الفرد منا ينسى قدراته وينسى الحل، مهما كان قريبا منه. لذلك يتوجب تغيير وجه النظر، بداية.
وكما تتذكر أن القناة النظامية تشكل المعلومة، وتتذكر أيضا المستويات النطقية وتأثير الحياة على السلوك والقدرات والقيم والهوية من خلال التكرار، وكما قيل (ما تكرر، تقرر)، فهنا كذلك أن الفرد منا بعد أن يعيش في فترة من الزمن حدثا سلبيا صاغ فيه قوالب معينة سلبية من حياة محددة المعالم ضمن سلوكيات محدودة سلبية لأسباب قاهرة مما يصنع قدرات تبني قيما وتصنع هوية. كل ذلك سببه "وطأة "الحاضر السلبية وقوته النظامية.
والذي يحصل هنا أن الفرد منا يتشكل بقوة وهيمنه "الواقع" وينسى قدراته شخصيته الأصلية. لذلك توجب "العودة" إلى الماضي وإلى الأصل في شخصية الفرد من خلال خط الزمن.
والمشكلة هنا أن أحدنا يحمل معتقدا معوقا عن نفسه يعوقه عن تحقيق رؤيته ورسالته في الحياة، ونسعى هنا لاستئصال هذا المعوق، والذي قد يكون مجرد رغبة في التطوير لقدرة حالية نسعى لجعلها أفضل، أو محاولة للتخلص من معتقد سلبي يمنع من التحرك أصلا. وكل ذلك يحتاج إلى إعادة طباعة.
ونلاحظ أن أغلب تقنيات خط الزمن في العلاج تعتمد على العودة إلى الماضي، ثم التحرك خطوة أو فترة لما قبل الحدث السلبي، ونستجمع القوة والإيجابية الموجودة قبل أو بعد فترة الحدث السلبي، ثم نستجمع كل ذلك "ونقتحم" به المشكلة "لنمسح" تأثيراتها السلبية ونحولها إلى مجرد ذكرى ومعلومة خالية من المشاعر السلبية التي تحطم الطاقة وتسبب تدهورا في القدرة الجسدية، "وننطلق" بالتصور الجديد إلى الحاضر، "وننطلق" به كذلك إلى المستقبل، وتكون مراحل التقنية كالتالي:
(1) حدد الموضوع المطلوب تطويره أو علاجه، ولا بأس هنا قبل بداية هده التقنية أن نطبق تقنية المواقع الإدراكية الثلاثة أو الخمسة، ولا بأس كذلك من تطبيق تقنية ديزني في الإبداع لحل المشكلة وتحليلها،
(2) أرسم خط الزمن وحدد الأزمنة الثلاثة، وتأكد بالذات من موقع الحاضر،
(3) اجعل نفسك في الموقع الإشرافي Meta-State وأنت في خارج خط الزمن وكأنك تشرف عليه من فوقه وترى الزمن كله أمامك. تذكر الحدث أو المعتقد المعوق وأنت في حالة اتصال بجميع الأنماط، وفي هذه الحالة، أدخل إلى موقع الحاضر في خط الزمن وأصنع له مرساة،
(4) وأنت ممسكا بالمرساة، وأنت في موقع الحاضر، أرجع خطوات باحثا عن موقع بداية المشكلة إلى الوراء على خط الزمن إلى موقع بداية الحدث السلبي، أو بداية المشكلة، وهنا يمكن أن تساعد المستفيد لغويا للبحث عن بداية المشكلة. وكذلك يمكنك أن تستعين بالمراحل الثلاثة في عمر الإنسان "لتحديد" المرحلة التي تبحث فيها.
- هذه اللحظة التي تم فيها طباعة المشكلة بمشاعرها السلبية في الذهن. وهنا أنزل من موقع الإشرافي، وقف على المشكلة، وأنظر إلى الحدث، وأستمع إليه، وأشعر به مؤقتا. وهنا حقق الانفصال وعد إلى الموقع الإشرافي. ومن هناك انطلق إلى ما قبل المشكلة بوقت كاف، كأنك ترى المشكلة من بعد. ومن هناك عد إلى الحاضر. هل انتهت المعاناة؟ ممكن.
- قبل أن نمضي في التقنية يجب أن نتأكد أن التمرين يسير بشكل صحيح. إذا وجدت هنا أن مشاعر المستفيد لم تتغير، فذلك يعني أنه لم يحقق الانفصال من الحدث، ولم يرتفع إلى الموقع الإشرافي. لذلك تأكد أن المستفيد قد استطاع أن يحقق الموقع الإشرافي وأنه بالتحديد وقف على ما هو قبل وقت الحدث بوقت كافي أمن يحميه من سلبيات الحدث، والأفضل أن يكون 15 دقيقة قبل الحدث.
وهنا لا بأس من تجعله يتخيل أن أحدا معه، يثق بقوته وحمايته له، يقف معه قبل الحدث، ولا بأس هنا أن تمسك بيد المستفيد، إذا وجدت ذلك مفيدا. بل من الممكن أن تجعله يتخيل أن بينه وبين الحدث السلبي توجد حاجز من الزجاج حماية ضد الرصاص يحميه من أخطر سلبية محتملة في الحدث. بل يمكن أن يتخيل الحدث وسط شاشة تلفازية. وكل ذلك لكي يكون "بمأمن" من المشاعر السلبية التي قد تكتنف الحدث.
- كذلك قد يكون سبب عدم القدرة على التخلص من السلبيات أن المستفيد لم يعثر حقيقة على السبب الجذري للمشكلة. ذلك يعني أن هناك العديد من المشاعر السلبية لا تزال عالقة بتاريخ الفرد وشخصيته. إن بقاء جزء يسير من المشاعر في شخصية الفرد يجعل الأمر يتجدد، لذلك فلا بد من التخلص كلية من جميع المشاعر السلبية التي تشبه المشكلة. لذلك استمر في البحث عن الأحداث السلبية المشابهة والأهم السبب "الجذري".
إذا كنت لا تزال تشعر بالسلبيات، عد إلى الموقع ما قبل المشكلة. حاول أن تتخلص من المشاعر. أعطي مشاعرك وقتا للتخلص من هذه المشاعر. إذا لم تتخلص من المشاعر السلبية فذلك يعني أن جزأ منك "مختلف" معك في هذا الحل، ولكن لا بأس سوف نتعامل مع هذه القضية لاحقا.
(5) أذا كنت لا تزال تشعر بالمشكلة، فذلك يعني أنها أعمق وأخفى. لذلك حقق الموقع الإشرافي مرة أخرى، وأسأل اللاشعور أن يبحث عن أصل المشكلة. والأهم هو أن تسأل اللاشعور أن يبحث عن السبب "الجذري" لهذه المشكلة، والتي قد تكون في أيام الطفولة، أو ما قبل ذلك؟ وهنا أطلب كذلك من اللاشعور أن لا يقترب كثيرا من المشكلة، فقط يقترب قليلا، ولكن عن بُعد نسبي يحقق السلامة من التأثر العاطفي.
وبعد أن تحدد موقع البداية وأنت لا تزال من الموقع الإشرافي. هنا، أنزل إلى الحدث وحقق الاتصال معه بسمعك، وبصرك، وحواسك. كذلك حدد العناصر المؤلمة في الحدث، ولا بأس أن تكتب لائحة بتلك المشاعر. انفصل هنا وأرجع إلى موقع الإشراف.
وأنت تنظر إلى نفسك واقفا على خط الزمن، ارجع بجسدك خطوة إلى الوراء على الخط الزمن إلى ما قبل بداية وحصول المشكلة، كأنك ابتعدت ورجعت إلى الماضي قبل حدوث المشكلة، وأنظر إلى المشكلة من بعد زمني يضمن لك الحماية من التأثر بأحداث المشكلة. ومن ذلك الموقع الآمن، حلل المشكلة، وأنت تنظر إليها من موقع الإشراف، ماذا تحتاج من قدرات مواهب وطاقات وما هو تقيمك للحدث؟ ومن المفيد أن تتذكر لغة ميتا وميلتون وأثرهما في دعم الرسالة الإيجابية.
هنا، وهو لا يزال في الموقع الإشرافي، أطلب من المستفيد أن يتخلص من المشاعر السلبية. وأعطه وقتا لذلك. أطلب منه أمرا صريحا مؤدبا: (تخلص من هذه المشاعر السلبية. لقد تعلمت الكثير من هذا الحدث). ثم بعد ذلك قل له: (وأنت تتخلص من هذه المشاعر، لقد تغيرت معاني الحدث جذريا، هل توافقني على ذلك؟). سوف يجيبك المستفيد: (نعم). أشكره على ذلك، وحي فيه هذه الروح التغيرية القوية.
الآن أسئل المستفيد عن المشاعر التي اكتنفت الحدث، هل بقي منها شيء؟ هنا عليك كمعالج أن تتذكر كيف كانت تعابيره قبل بداية التمرين. الآن أطلب من المستفيد، وهو لا يزال في الموقع الإشرافي، أن يرى ويسمع ويشعر بأحداث المشكلة، هل بقي منها شيء؟
أطلب منه، مرة أخرى أمرا صريحا مؤدبا: (تخلص من هذه المشاعر السلبية. لقد أصبح الحدث أمرا طبيعيا). ثم بعد ذلك قل له: (وأنت تتخلص من هذه المشاعر، لقد تغيرت معاني الحدث جذريا، هل توافقني على ذلك؟). سوف يجيبك المستفيد: (نعم). أشكره على ذلك، وحي فيه هذه الروح التغيرية القوية.
الذي يحصل هنا هو عملية إعادة تأطير. وهذا كذلك يفيد في تغيير النميطات بطريقة غير مباشرة، حيث أن تغيير الإطار النفسي للمشكلة يغير هندسة وتركيبة النميطات، وكل ذلك يعين على تغيير المشاعر والأفكار وردود الأفعال.
(6) وفي حالة عدم القدرة على التخلص من المشاعر السلبية، أو عند ملاحظتك أن هناك بعض التعابير على المستفيد أن هناك بعض السلبيات لا تزال عالقة، فذلك يعني أن جزء منه معترضا على النتيجة. هذا الجزء يحتاج إلى حوار خاص لإعادة تأطير وجهة نظره الخاصة. لذلك تابع الخطوات التالية:
. خاطب المستفيد قائلا له: (أنا أعلم أن جزء منك يعتقد انك يجب أن تكون قد تعلمت شيئا من هذه التجربة. وأنا أوافقك أن من المهم جدا أن نذخر كل الأشياء الإيجابية التي تعلمانها في ذلك المكان، الذي تذخره لكل هذه الأشياء الإيجابية التي تعلمتها. لذلك فإنه لا بأس أن تتخلص من المشاعر التي اكتنفت الحدث، الآن، أليس كذلك؟ إذا، تنفس الصعداء، وأخرج زفبرا عميقا يخرج معه كل المشاعر السلبية). وفي حالة أن هذه الكلمة نفعت، فأنتقل إلى المرحلة رقم (7)، وإذا لم تصل إلى حل، حاول التجربة القادمة.
. خاطب المستفيد قائلا له: (إن أعظم هدف للعقل اللاواعي هو الحفاظ على الجسد. وأنا أعلم أن جزأ من العقل اللاوعي يحتفظ ببعض المشاعر السلبية، والتي فيها مضرة للجسد. وما دام هدفنا هو الحفاظ على هذا الجسد، فهل من الممكن أن نطلب من ذلك الجزء الذي يحتفظ بتلك المشاعر السلبية الخاصة بهذا الحدث، أن يتخلص من هذه المشاعر الآن، إذا، تنفس الصعداء، وأخرج زفيرا عميقا يخرج معه كل المشاعر السلبية. والذي قمنا هنا هو تجسيد للمعنى كأنه جزء من التنفس والزفير. وفي حالة أن هذه الكلمة نفعت، فأنتقل إلى المرحلة رقم (7)، أو حاول التجربة القادمة.
. حاول أن تعرف الهدف النهائي لذلك الجزء الذي لا يزال يحتفظ بتلك المشاعر السلبية. استمر في السؤال: ما هو الهدف الذي يريد أن يحققه هذا الجزء، حدد اسمه، بعد التعارف. وراجع هذا الموضوع في تقنية ستة خطوات لتحويل المناط. استمر في السؤال حتى تصل إلى الجواب النهائي. ولا بأس من أن تستعين بتقنية الخلط الصوري. وهكذا تستطيع أن تتخلص من المشاعر السلبية، بعد أن تعرف الهدف النهائي الذي يريده ذلك الجزء من العقل اللا واعي..
(7) اجعل نفسك في الموقف الإشرافي مُطِّ¯لا على خط الزمن وتحمل هذه الروح الجديدة وقد تخلصت من المشاعر السلبية. اجعل لذلك مرساة. وأنت مُطلقا المرساة، انطلق وبسرعة عبر خط الزمن من موقع المشكلة إلى الزمن الحاضر، هذا التحرك السريع هو أشبه بعملية مسح وإعادة طباعة للتاريخ الشخصي.
ولكن قد يكون في طريقنا إلى الحاضر توجد بعض الذكريات المؤلمة المشابهة للحدث القديم، لا بأس تعرف عليها وعالجها، لاحقا، بنفس الطرق السابقة.
(8) وبعد أن يصل المستفيد إلى زمن الحاضر، أطلب منه أن يتخيل وضعا مستقبلا لحدث مشابه للتجربة السلبية التي تخلص منها، ليرى نفسه كيف سيتصرف. والذي يحصل هنا هو عملية ترسيخ لمعلومة. وكما تم الإيضاح سابقا بأن العقل اللاواعي – لا يفرق - بين المعلومة الواقعية التي تم تثبيتها - واقعيا - في الجانب الأيسر، وبين المعلومة التي تم تثبيتها - بالخيال - في الجانب الأيمن من الدماغ. إذا كلاهما سوف يصبحان "برمجة" للمعلومة يتم توجيهها إلى العقل اللاواعي. إذا سوف تصبح هناك معلومة إيجابية في الدماغ تكون ذخيرة وموردا يعين المستفيد على التصرف السليم الإيجابي مستقبلا.
ومن هنا بعد إزالة العراقيل من الماضي، والتي تطل برأسها أثناء مسيرتك نحو المستقبل المشرق وتغبش عليك الرؤية والرسالة، تستطيع أن تنطلق بكل حرية إلى مستقبلك المشرق الذي تحقق فيه رؤيتك ورسالتك في الحياة.
- وأثناء سيرك على خط الزمن استعمل لغة ميلتون، لتعزيز النفس وتعزيز التجارب والدروس وتقوية التحول الذي حصل،
- ولا بأس هنا، أثناء السير من الماضي وأثناء المرور على التجربة السلبية، من مسك يد المستفيد حتى يصل إلى الحاضر، ولا بأس من استمرار مسك اليد أثناء الانطلاق إلى المستقبل،
- في حالة عدم حصول التأثير أو ضعفه، يتم إعادة التجربة وتكرارها،
- ويمكن بعد الانتهاء من الشعور أو التجربة، أن يتم التحول إلى شعور أخر، مثل الشعور بالذنب، الخجل، الخوف، اليأس، الحزن، الغضب
- وفي حالة وجود تجربة عنيفة لا يمكن الخروج منها والنظر إليها من خلال الانفصال بهدف التحليل والدراسة، فيجب تطبيق تقنية المسرح ذو الانفصال الثلاثي، والذي يضاعف من فرصة التخلص من المشاعر المكتنفة بالحدث.
وبذلك تكون قد تخلصت من المشاعر السلبية التي تعوقك عن التحرك أو عن تحقيق رؤيتك ورسالتك في الحياة. والله المستعان، إذ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومن التطبيقات الممكنة لهذه التقنية الجوانب التالية:
(1) الإصلاح الزوجي بعد الخلاف، وإصلاح ذات البين،
(2) مع الطالب الُمحبَط بعد نتائج الامتحانات السلبية،
(3) علاج الفرد من الأحداث السلبية بصفة عامة،
(4) علاج الأمراض الجسدية المبنية على جوانب نفسية، مثل التبول اللا-إرادي،
(5) التطوير الذاتي بصفة عامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق